الحرية – ميسون شباني:
أعلنت المؤسسة العامة للسينما عن إطلاق الدورة الثانية من تظاهرة أفلام الثورة السورية، التي ستُقام في دمشق وبعض المحافظات السورية. وتأتي هذه الدورة استجابةً لطلبات العديد من صُنّاع الأفلام الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في الدورة الأولى، وسيتم عرض مجموعة متنوعة من الأفلام الروائية، الوثائقية الطويلة والقصيرة، إضافة إلى أفلام التحريك. وتشترك جميع هذه الأعمال في تسليط الضوء على الثورة السورية، وتوثيق مساراتها وتحولاتها عبر مراحلها المتعددة، تاركة بصمة في ذاكرة الأجيال القادمة.
ودعت المؤسسة صُنّاع الأفلام الذين يمتلكون حق العرض داخل سوريا للمشاركة بأعمالهم التي تروي قصة الثورة، بشرط أن تكون قد تم إنتاجها بعد عام 2011، وتُعنى بتوثيق المسار الوطني الذي انتهى بالنصر. ويتعين على المشاركين تقديم رابط قابل للتحميل للفيلم مع كافة التفاصيل الفنية من اسم المخرج، أسماء الأبطال، شركة الإنتاج، ملخص الفيلم، بالإضافة إلى بوستر وبرومو إن وجد. أما بالنسبة للأفلام التي ليست باللغة العربية، فيجب ترجمتها إلى اللغة العربية لضمان وصول الرسالة للجمهور.
وتحتفظ المؤسسة العامة للسينما بحقها في اختيار الأفلام وبرمجتها وفق معايير فنية عالية، مع التأكيد على أنها لن تلتزم بقبول جميع الأفلام المقدمة. آخر موعد لتقديم الأفلام هو 15 كانون الأول 2025، على أن تُرسل الأعمال والوثائق المطلوبة إلى البريد الإلكتروني showcase@cinema.sy.
وتسعى التظاهرة إلى توثيق معاناة الشعب السوري على مدى 14 عاماً من الصراع، وتعمل على تعزيز التعاطف الإنساني بين من عاشوا التجربة في الداخل ومن غادروا البلاد.
من خلال هذه التظاهرة، تبرز السينما كوسيلة فاعلة في حفظ الذاكرة والاعتراف بمعاناة الضحايا، والتأكيد على فكرة أن السينما وثيقة من أجل الذاكرة والإنسانية، ومهمتها تسليط الضوء على أهمية إحياء الماضي وتعلم دروسه.
وقد أكد مدير عام المؤسسة العامة للسينما جهاد عبدو في تصريح له أن التظاهرة تركز على الجمع بين المعيار الفني والقضية الوطنية، بحيث تظل الأعمال السينمائية قادرة على التأثير في المشاعر والوجدان من خلال أسلوبها الإبداعي والإيقاع السينمائي المتقن. وأشار إلى أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل هي أداة للتعبير عن الجمال والحياة، ولها دور محوري في تعزيز السلم الأهلي والتواصل بين البشر، مع التأكيد على أن السينما السورية يجب أن تكون شاهداً على تاريخ سوريا الحديث، وتُسهم في بناء مستقبل أفضل.
ونوّه بأنه من خلال هذه التظاهرة، ستواصل المؤسسة العامة للسينما التزامها بدور التوثيق السينمائي، لذا فهي تفتح أبوابها لصُنّاع الأفلام لتقديم أعمالهم التي تلامس الواقع السوري بكل تفاصيله، وتوثق للأجيال القادمة شهادة شعب كامل في مواجهة التحديات والصعاب.