“أكساد” تدخل على خط إطفاء الحرائق من خلال تزويد العاملين في الزراعة بـ”المسح الغابي”

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

لم يكن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة / أكساد، بعيداً عن التحديات التي تواجه الزراعة في سورية ، فالعلاقة التفاعلية و التشاركية، ما بين وزارة الزراعة وأكساد، أثمرت عن الكثير من النتائج الإيجابية، وقصص النجاح في مختلف المجالات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، الأمر الذي أسهم في تعزيز الأمن الغذائي على المستوى المحلي والعربي، ولعل الأمر المهم أن أكساد دائماً في حالة تقديم الدعم الفني والمادي، حيث تستمر في إعداد الدورات التدريبية التأهيلية ، آخرها دورة لإطفاء الحرائق المشتعلة في الغابات السورية، بعنوان الطرائق العلمية الحديثة في مسح الغابات، حيث باشرت فعاليات هذه الدورة اليوم والتي تستمر لغاية 2 من الشهر القادم، تتخللها دروس نظرية، وتطبيقات عملية من خلال الزيارات الميدانية لبعض الأماكن الزراعية في محافظة الريف.

الهدف من المسح

معاون وزير الزراعة الدكتور أيهم عبد القادر أشار إلى أهمية هذه الدورة ولا سيما أنها نظرية وعملية وشاملة في آن واحد، وأوضح لصحيفتنا الحرية أن الهدف من المسح للغابات هو جمع بيانات دقيقة وشاملة تساعد في فهم حالة الغابات وإدارتها بشكل مستدام، وتبرز الأهداف الأساسية في حالة تقييم صحة الغابات وتحديد مساحات الغابات وكثافتها ومراقبة التغيرات الزمنية، مشيراً إلى أن الطرق العلمية الحديثة لمسح الغابات تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الدقيقة لتوفير بيانات دقيقة وفعالة عن حالة الغابات والتي تشمل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.

الجندي المجهول

مدير الإدارة النباتية في أكساد الدكتور وليد الطويل أشار إلى أن الغابات تعد الجندي المجهول والعصب الرئيس، وشريان الحياة، والطاقة المتجددة في تحقيق الأمن البيئي على المستوى العالمي، فضلاً عنه على المستوى المحلي، فهي رئة الحياة والمتصدي الأقوى والأكبر لظاهرة الاحتباس الحراري، كما تسهم الغابات في الحد من الآثار السلبية للهطولات المطرية الغزيرة ولاسيما في المناطق الجبلية، كما هو الحال في غاباتنا السورية فهي تحد من الانسيال السطحي وانجراف التربة.
وحسب الطويل فإن الغابات تساعد على تغذية الينابيع والمياه الجوفية، كما تمثل الغابات أحد أهم الموارد الطبيعية المتجددة في منطقتنا العربية، فهي مصدر للتنوع الحيوي وخزان للكربون يسهم في التخفيف من آثار التغير المناخي، وركيزة أساسية لحماية التربة والمياه، إضافة إلى كونها موطناً للكثير من الكائنات الحية، كما تعد مصدراً للخشب والمنتجات غير الخشبية التي تعزز سبل العيش للمجتمعات المحلية.

تحديات كبيرة

وبين الطويل لصحيفتنا الحرية أن التحيات التي تواجه منطقتنا العربية من إزالة وتدهور وتصحر وحرائق ورعي جائر تحتّم علينا تطوير آليات الرصد والمتابعة والاعتماد على التقنيات العلمية الحديثة التي توفر بيانات كمية ونوعية موثوقة تساعد صانعي القرار على وضع إستراتيجيات فعالة لإدارة الغابات وصونها، وبناء عليه أولت منظمة أكساد موضوع الغابات أهمية خاصة في برامجها من خلال إعداد الخرائط البيئية والغابية وتنفيذ مشاريع لحماية الغابات الطبيعية وتنمية الغابات الصناعية وتطوير تقنيات حصاد مياه الأمطار لدعم التجمعات الغابية، إضافة إلى تنظيم برامج تدريبية لبناء قدرات الكوادر الوطنية في هذا المجال.

وفاءً لدولة المقر

وأوضح الطويل أنه انطلاقاً من إيمان أكساد بأهمية الغابات و وفاء لدولة المقر، و رداً لبعض جمائلها وعملاً بأهداف التنمية المستدامة، وكجزء من التزام أكساد بدعم الدول العربية وتحديث أدواتها العلمية والفنية من أجل إدارة مستدامة لمواردها الطبيعية تم انعقاد هذه الدورة، وبالتالي هي تلبية لطلب وزارة الزراعة بهدف بناء للقدرات وتأهيل الكوادر الفنية العاملة في مجال الغابات ولاسيما غاباتنا التي أنهكتها قوى الشر الغاشمة التي أهلكت الحرث والنسل، فتغيرت البيانات وتشتت المعلومات واختلفت حولها الرؤى والتوجهات بعدما مزقتها الحرائق والتعديات، كما أن الواقع البيئي الراهن لغاباتنا ولاسيما الطبوغرافيا الحادة والطبيعة الحرجة والوعرة تتطلب تطبيق الطرق الحديثة في المسح باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والمعالجة الحاسوبية للبيانات كسباً لعامل الزمن وتوفيراً للجهد والتكاليف ولوضع الخطط المناسبة للحفاظ على هذه الثروة الوطنية والمورد الطبيعي المتجدد وإدارته إدارة بيئية رشيدة، تساعد على إعادة تأهيله واستعادة وظائفه وزيادة رقعته بما يعيد لغاباتنا ألقها ودورها الفاعل ضمن المنظومة البيئية الغابية الوطنية والإقليمية، وهنا لابدّ من توجيه الدعوة لجميع العاملين والفنيين والباحثين في مجال الغابات لاستثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صلب أعمالهم ومشاريعهم إذ إن الفوائد العلمية والمعرفية والتقنية لنتائج الذكاء الاصطناعي

من شأنها أن تحرق مراحل زمنية وعلمية تسرع من عمليات إدارة الغابات والحفاظ عليها وتطويرها بشكل أفضل.

آراء للمدربين

المدرب الدكتور محمد شاكر خربيصة، أشار إلى أهمية هذه الدورة ولاسيما أنها تأتي في ظل ما تشهد الغابات السورية من حرائق وتعديات مختلفة، موضحاً أن الدورة تهدف إلى تقديم الخبرات إلى كوادر الوزارة للتعامل الذكي مع الحرائق التي تجتاح الغابات، مبيناً ضرورة تقديم بيانات دقيقة حول الغابات من خلال الاستشعار عن بعد وغيره من الوسائل.
المدرب الدكتور أحمد مقداد أشار إلى ضرورة اتباع الوسائل الحديثة والتقنية في المسح الفني للغابات، موضحاً أن عدد المتدربين وصل إلى نحو 28 متدرباً جلهم يعمل في مديرية الحراج بالوزارة والبعض الآخر من الهيئة العلمية الزراعية، بالتأكيد الدورة تتضمن العديد من الدروس النظرية والعملية تتبعها زيارات ميدانية إلى بعض الأماكن الزراعية في ريف دمشق.

يذكر أن الدورة تتضمن عدداً من المحاضرات حول المفاهيم الأساسية حول معطيات الاستشعار عن بعد والكشف عن الغطاء النباتي باستخدام الاستشعار عن بعد ولمحة عن بعض المؤشرات ومسح الغابات الكثافة والتغطية

Leave a Comment
آخر الأخبار