أمام شح السيولة المالية .. هل تلجأ سوريا للعملات المشفرة لإعادة تشكيل الاقتصاد الوطني ؟!

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – يسرى المصري:

أمام شح السيولة وانهيار كبير في الاقتصاد السوري يبدو الخيار نحو العملات المشفرة قابلاً للنقاش للخروج من عنق الزجاجة كحل قابل للتحقيق بمواجهة التضخم، وجذب الاستثمارات الدولية، وإعادة بناء النظام المالي السوري على أسس مستقرة، مع دعم العملة الرقمية بالذهب والدولار والبيتكوين.
وحسب مراكز مالية استشارية تدرس سوريا في مرحلة إعادة الإعمار ، خطوة مالية جريئة: حيث تعتزم تقنين البيتكوين ورقمنة الليرة السورية كجزء من خطة طموحة لإصلاح الاقتصاد الذي دمرته الحرب.

“رقمنة” الليرة تساعد سوريا على تجاوز العقوبات الدولية التي حدّت وصولها للأنظمة المالية العالمية

ورأى المركز السوري للبحوث الاقتصادية، وهو منظمة غير حكومية، أن هذه الخطوة يمكن أن تشكل حلاً لمواجهة التضخم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

خطة طموحة
وتتضمن فكرة الرقمنة التي تُعرف باسم “سياسة البيتكوين ” اعتماد نظام مالي أكثر موثوقية، في أعقاب سنوات من الحرب والصعوبات التي واجهتها البلاد بسبب التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية.
وتسلط الضوء على الفوائد المحتملة لاستخدام البيتكوين لإنشاء هيكل مالي لا مركزي، ما يوفر للسوريين بديلاً عن العملة الوطنية المتدهورة.

وتقترح الخطة إعادة بناء النظام المالي السوري من خلال رقمنة الليرة السورية باعتماد تقنية البلوكشين، على أن تكون هذه العملة الرقمية مدعومة بالبيتكوين والذهب والدولار الأمريكي بهدف توفير الاستقرار.
وتشجع الخطة أيضاً على استخدام الموارد الطاقية السورية لتعدين البيتكوين من أجل تعزيز الاقتصاد. ولضمان العدالة والاستدامة، تتضمن المقترحات قواعد صارمة لأنشطة التعدين والتجارة لمنع الاحتكار وحماية البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، تشدد الخطة على الخصوصية والإدارة الذاتية للثروات، ما يضمن للسوريين السيطرة الكاملة على أصولهم الرقمية.
مزايا كبيرة
وتوضح الدراسات الأولية أن العملات المشفرة تتميز على عكس العملات التقليدية، بأنها غير خاضعة لسيطرة أي سلطة مركزية، ما يجعلها محصنة ضد التضخم الناجم عن السياسات المالية الحكومية.
وإذا تم تنفيذ هذه الخطة، فإن البيتكوين سيقدم للاقتصاد السوري مزايا كبيرة، ومن أبرزها تسهيل التحويلات المالية، وهي شريان حياة أساسي لملايين السوريين الذين يعتمدون على الأموال المرسلة من الخارج.
كما أن هذه الخطوة قد تجذب مستثمرين وشركاء من الخارج، على غرار استراتيجية البيتكوين في السلفادور، ما يعزز النظام المالي في البلاد.
مخاطر محتملة
من جهة أخرى لفتت الدراسات بهذا الشأن إلى أن الطبيعة اللامركزية للبيتكوين من شأنها أن تساعد سوريا على تجاوز العقوبات الدولية التي حدّت من وصولها إلى الأنظمة المالية العالمية منذ سنوات، وقد اتخذت دول مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية تدابير مشابهة، حيث لجأت إلى العملات المشفرة لتقليل تأثير العقوبات، كما ناقشت سويسرا إضافة البيتكوين إلى احتياطياتها الوطنية لتعزيز الابتكار.

ورغم أن هذه النماذج تقدم دروساً مفيدة لسوريا قبل الدخول رسمياً إلى عالم العملات المشفرة، تحذر الدراسات أن تبني هذا النهج يحمل مخاطر جيوسياسية، وقد يؤدي إلى إجراءات دولية أكثر صرامة تجاه سوريا، ويمكن أن يدعو إلى مزيد من التدقيق من جانب المجتمع الدولي. وتسلط هذه الأمثلة الضوء على الاعتراف المتزايد بإمكانية العملة المشفرة لإعادة تشكيل الاقتصادات الوطنية.
وتعتبر النقود واحدة من أهم الاختراعات البشرية التي أسهمت في تطور الحضارات وتبادل المنافع بين الشعوب.
وتعكس العملة أو النقود أهم مراحل التطور الثقافي والحضاري والاقتصادي للأمم، فوجود عملة خاصة بحضارة أو دولة ما هو دليل على قوتها وتميزها الحضاري والثقافي عن غيرها من الأمم، وما يظهر من كتابات ورسوم على هذه العملات يعكس الوجه الثقافي للأمة أو الدولة.

Leave a Comment
آخر الأخبار