الحرية- علام العبد:
خلافاً لكل التوقعات المتشائمة التي كانت تشير إلى استمرار مواسم الجفاف، شهدت مدن الشمال السوري خلال اليومين الماضيين موجة أمطار غزيرة شملت معظم أنحاء المحافظة كإدلب المدينة وسرمدا وحارم وسلقين وكفر تخاريم وجسر الشغور ومعرة النعمان، ما أنعش الآمال بموسم زراعي وفير وزيادة الرصيد المائي في معظم السدود والخزانات، في منطقة حارم في الشمال السوري التي أوشكت مساحات واسعة منها على الجفاف، لقلة الأمطار.
واستمراراً لموسم الأمطار، قال مواطنون من سلقين إن العاصفة المطرية التي ضربت مدن الشمال السوري كانت مصحوبة بالزوابع الرعدية والأمطار الغزيرة يوم أمس، وقد وصلت إلى ذروتها ما أدى إلى تشكل سيول وفيضانات في المنخفضات والأودية.
وبين الدكتور فراس حميدي الأخصائي بالأرصاد الجوية، أن موجة الأمطار والسيول تؤدي إلى تخفيف الضغط على الاستهلاكات والمياه السطحية ما يعطي المرونة بتطبيق الخطط المائية للمحافظة على التخزين المائي لتأمين جميع الاحتياجات ولجميع المناطق.
وأوضح في تصريح لـ”الحرية” أن الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة جعلا من الضباب ضيفاً شبه يومي في معظم مدن الشمال السوري مثل سرمدا وسلقين وحارم وخاصة في أوقات الفجر والصباح الباكر، الأمر الذي يتسبب في حوادث مرورية بالجملة، خصوصاً في الطرق الرئيسية الرابطة بين مدن المحافظة، وهذا جزء من المشاكل الجانبية لموسم الأمطار، إلى جانب حالات السيول التي تعرضت لها أحياء كثيرة في بعض القرى مثل عقربات وبعض المدن في الشمال السوري كسلقين مع كل موجة أمطار غزيرة.
وأضاف: ستتم الاستفادة من مياه الأمطار التي هطلت في مدن محافظة إدلب لاسيما في المناطق التي يمر فيها نهر العاصي لغرض تعزيز الثروة المائية في نهر العاصي باتجاه سلقين وحارم ودركوش وغيرها من المناطق المحاذية للنهر التي عانت من شح المياه خلال الفترة الماضية.
هذا وكانت موجة جفاف غير مسبوقة ضربت المحافظة خلال السنوات الأخيرة لاسيما العام الماضي تسببت بتراجع إنتاج المحاصيل الاستراتيجية كـ(القمح، الشعير) وغيرهما إلى أكثر من النصف نتيجة شح المياه، كما تسببت بهجرة مئات العائلات في المناطق المشهورة بالزراعة من مناطقها باتجاه المدن بحثاً عن فرص للعمل بعد نفوق حيواناتها وتراجع محاصيلها.