الحرّية – عثمان الخلف:
أحيا أهالي محافظة دير الزور عصر اليوم الذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية وتحرير الوطن من ظلم وطغيان نظام الأسد البائد، وسط أجواء من الفرح والهتافات والأغاني الوطنية، وقد احتضن ملعب دير الزور فعاليات الاحتفال، بحضور جماهيري واسع إلى جانب القيادات التنفيذية والأمنية والعسكرية في المحافظة، وعلى رأسهم محافظ دير الزور غسان السيد أحمد.
وفي كلمة بالمناسبة حيّا المحافظ شهداء الثورة والعوائل المُضحية وجميع أبناء المحافظة، مؤكداً أن ذكرى الثورة هي محطة مهمة في تاريخ سورية، تعمدت بالدماء الزكية منذ أول رصاصات الثائرين في العام 2011 بوجه الظلم والطغيان، فكانت طريق النصر ، وهو الطريق الذي سيعيد لسورية وحدتها رافضةً كل مشاريع الانفصال، لتكون أبداً وطن السوريين جميعاً.

كما ألقى عدد من قادة الجيش كلمات أكدت عظم المناسبة والسعي لتثبيت أمن واستقرار ديرالزور وسورية ككل ، ولتعود لموقعها الحضاري الذي غيبته عقود الظلم والاستبداد.
كذلك عبّر المشاركون عن فرحتهم بزوال نظام الاستبداد والقمع، وانتصار ثورة الشعب التي واجهت آلة النظام العسكرية وأجهزته الأمنية.
السيدة نهلة الناصيف، التي حملت لقب أم الثوار نتيجة إصرارها كممرضة على مواصلة عملها في معالجة جرحى الثورة، قالت إن هذا اليوم هو أسعد أيام حياتها: “نعم نشعر بالفرح، فما صبرنا لأجله أربعة عشر عاماً تحقق. تخلصنا من طغمة القهر والإذلال، ومن الظلم الذي جثم على صدور السوريين لعقود. فقدنا شباباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً، وعانينا السجون والمعتقلات والقمع، لكن كل ذلك زال بفضل عزيمة الثوار الذين واصلوا الدرب رغم الخذلان. لنبدأ اليوم ببناء سورية جديدة، سورية الكرامة والعيش الآمن بلا خوف.”
الطالبة رغد علوش أكدت أن حضورها في احتفال النصر والتحرير، كما كل أبناء دير الزور، هو تعبير عن الفرح وإرادة الحياة في مواجهة الطغيان، موجّهةً التحية لأرواح شهداء الثورة وأمهاتهم، مشددة على أن دماءهم كانت أساس هذا النصر الذي يعني جميع السوريين بلا استثناء.
أما الطالب محمد الفرحان من كلية الهندسة البتروكيميائية بجامعة الفرات، فأوضح أن النصر لن يكتمل إلا بعودة الجزيرة إلى سورية ككل:
“نحن فرحون بالخلاص من نظام الاستبداد، لكن عيوننا تتطلع نحو أرض الجزيرة وأهلها، فهم أهلنا، ويجب أن تعود جزءاً أصيلاً من سورية. السوريون يرفضون كل أشكال التقسيم، مهما كان غطاؤها، من فدرلة إلى إدارة ذاتية وغيرها. نأمل أن تدرك (قسد) أهمية الحوار للتلاقي والتوحد في وطن واحد لجميع السوريين.”
هذا وقد شهدت ساحة السبع بحرات في مدينة دير الزور اليوم استعراضاً عسكرياً مهيباً، شاركت فيه وحدات من الجيش العربي السوري، وذلك بحضور المحافظ وعدد من القادة العسكريين والمسؤولين.