أول دراسة إعلامية ترصد الصورة الذهنية عن اللاجئين السوريين لدى دول الجوار

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ياسر النعسان:

بعد أربعة عشر عاماً من تهميش قضية اللاجئين السوريين على اعتبارهم “منشقين” وإلصاق تهمة الإرهاب بهم وفق ما كان النظام البائد يسوّق عنهم، انتهت الزميلة دانيه الدوس من مناقشة أول رسالة دكتوراه في الإعلام السوري تسلط الضوء فيها على أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار من وجهة نظر الجمهورين اللبناني والأردني.

الدوس: يجب التركيز على الصحافة الاستقصائية التي تخوض في قضايا اللاجئين وشؤونهم

معدل امتياز

وحصلت الزميلة الدوس على معدل امتياز بعد تمكنها من التعرف على مدى قدرة التغطية الإخبارية في التأثير على الجمهور، حيث قامت بمسح مضمون لقناتين أردنيتين وقناتين لبنانيتين خلال فترة محددة بالتزامن مع توزيع استبيان على الجمهورين اللبناني والأردني لمعرفة مدى تأثرهم بالتغطية الإخبارية المقدمة في فضائياتهم وتكوين صورة ذهنية لديهم عن اللاجئ السوري.

نتائج الدراسة

وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة أولها قدرة التغطية الإخبارية على تكوين صورة ذهنية لدى كلا من الجمهورين، حيث تبين وجود علاقة قوية ما بين تعرض الجمهورين اللبناني والأردني لما يبث في فضائياتهم من أخبار عن اللاجئ السوري، وما بين الصورة الذهنية المتشكلة لديهم عن اللاجئ السوري مع وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصورة الذهنية المتشكلة لديهم عن اللاجئين السوريين، فالجمهور اللبناني حسب ما توصلت إليه الدراسة لديه صورة سيئة عن اللاجئ السوري منها أنه يؤثر سلباً على الاقتصاد اللبناني وعلى فرص العمل للمواطن اللبناني.
على عكس الجمهور الأردني الذي كان ينظر بشكل إيجابي للاجئ السوري ويعتبره  مجدياً وإيجابياً وهذا توافق مع ما كان يبث ضمن نشرات التغطية الإخبارية في كل بلد، إذ إن الفضائيات اللبنانية كانت تركز على التأثير السلبي لللاجئين السوريين على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحي في لبنان، بينما حاولت الفضائيات الأردنية تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية لوجود اللاجئين السوريين على اقتصاد الأردن، كما تبين وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين كثافة متابعة الجمهور اللبناني والأردني للموضوعات المتعلقة باللاجئين السوريين، وتأثيراتها المعرفية والسلوكية عليهم، إضافة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الصور المتشكلة لدى الجمهورين اللبناني والأردني عن اللاجئين السوريين تُعزى لمتغير النوع، والسن، والمستوى التعليمي.

المعوقات

وكشفت الزميلة الدوس عن وجود معوقات كبيرة اعترضتها خلال إعدادها الرسالة منها الوصول لأفراد العينة وتعاونهم في ملء الاستمارة، حيث قامت بتوزيع الاستبيان على ٢٠٠ مفردة من الجمهور اللبناني و٢٠٠ مفردة من الجمهور الأردني إضافة لصعوبة حصر النشرات الإخبارية وإتاحتها على الإنترنت ولاسيما أنها قامت بتحليل نشرات إخبارية لقناة الجديد وال”otv “اللبنانيتين وقناتي رؤية والمملكة الأردنيتين خلال فترة أربعة أشهر ونصف عام ٢٠٢٣.

توصيات الدراسة

وأخيراً بيّنت الزميلة الدوس لصحيفة الحرية” أن هذه الدراسة تعد أول رسالة دكتوراة بكلية الإعلام بجامعة دمشق تتناول موضوع اللاجئين السوريين بدول الجوار في لبنان والأردن، وأول دراسة أيضاً تتناول جمهورين خارجيين ونوعين من أدوات تحليل البيانات المتضمنة استمارة استبيان للجمهورين اللبناني والأردني وتحليل مضمون لنشرات اخبار قناتين لبنانيتين  وقناتين أردنيتني.
كما أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات أهمها إعطاء المزيد من الأولوية للقضايا الخاصة بالشأن السوري لاسيما اللاجئين السوريين في النشرات الإخبارية في جميع الفضائيات العربية، إضافة للتركيز على الجوانب الإيجابية التي أضافها اللاجئون السوريون للأردن ولبنان، كقيام رجال الأعمال السوريين بنقل استثماراتهم إلى الأردن ولبنان والدعم المادي الذي يتلقونه، وكذلك تشغيل الأيدي العاملة الأردنية واللبنانية عن طريق المنظمات التي تعنى باللاجئين،  والتركيز على الصحافة الاستقصائية التي تخوض في قضايا اللاجئين وشؤونهم سواء داخل المخيمات أو خارجها، ونقل الأوضاع بشكل قريب إلى الواقع، ومنح الصحفيين المتخصصين بتغطية قضايا اللاجئين الفرصة الكافية والدعم اللازم لإنجاز تحقيقات استقصائية تتعلق باللاجئين ومشكلاتهم وحياتهم اليومية.

Leave a Comment
آخر الأخبار