الحرية – لوريس عمران:
أزاح مصرف سوريا المركزي عن المتقاعدين عناء الانتظار والرحلات المتكررة إلى الصرافات، بعد أن أطلق سلسلة إجراءات جعلت الحصول على الراتب الشهري أكثر سهولة وأسرع من أي وقت مضى.
فقد تم تبسيط خطوات الصرف وتوحيدها بالتنسيق مع وزارة المالية، ورفع سقوف السحب اليومي بالتعاون مع المصارف ومؤسسة البريد، ما أتاح للمتقاعد سحب كامل مستحقاته أو الجزء الأكبر منها دفعة واحدة، فيما تكفّل المصرف بإعادة تغذية الصرافات الآلية أكثر من مرة خلال اليوم، مع فرق ميدانية لمعالجة الأعطال فوراً، الأمر الذي أنهى فترات الانقطاع الطويلة وحافظ على انتظام الخدمة.
في مراكز الصرف وأمام أجهزة الصراف، بدا أثر هذه القرارات واضحاً على وجوه المتقاعدين، وأوضح بعضهم أن فترات الانتظار تراجعت إلى دقائق معدودة، وتمكنوا من إنجاز عمليات السحب بسرعة والعودة إلى منازلهم براحة أكبر، مشيرين إلى أنهم وجدوا في رفع سقف السحب فرصة لتنظيم مصروفاتهم الشهرية على نحو سلس وأفضل، وتأمين احتياجاتهم الأساسية دفعة واحدة.
ميا: رفع سقوف السحب يمنح المتقاعدين حرية ومرونة في إدارة الدخل
وأشاروا لصحيفتنا “الحرية” إلى أن هذا التحسن انعكس على تفاصيل حياتهم اليومية، حيث باتوا يستلمون رواتبهم في مواعيد ثابتة ويخططون لإنفاقها بهدوء، بعد أن زال هاجس انقطاع الخدمة أو نفاد السيولة من الصرافات. وأضحت المراكز المصرفية أكثر هدوءاً، بالإضافة إلى أن المشهد تحول من الانتظار الطويل إلى حركة انسيابية لا تستغرق إلا لحظات.
حرية ومرونة في إدارة الدخل..
الخبير الاقتصادي في جامعة اللاذقية الدكتور علي ميا يرى أن هذه الإجراءات دمجت البعد الاجتماعي في السياسة النقدية، فخففت الأعباء الجسدية والنفسية على المتقاعدين ومنحتهم مرونة أكبر في إدارة دخلهم الشهري. مؤكداً أن رفع سقف السحب اليومي يختصر الوقت والجهد، ويجعل المواطن أكثر قدرة على التعامل مع التزاماته المعيشية بكفاءة.
وأشار ميا لـ”الحرية” إلى أن ضمان تغذية الصرافات الآلية على مدار اليوم يحمل أهمية تنظيمية وخدمية كبيرة، حيث يمنع الانقطاعات المفاجئة ويحافظ على انسياب العمليات المالية، لافتاً إلى أنه يعزز الثقة بين المواطنين والمؤسسات المصرفية، ويربط الخدمات المالية بدورها التنموي والإنساني.