أين غابوا؟

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- علي الراعي:

لابد للمتابع للمشهد المسرحي في سوريا؛ أن تلفت انتباهه أكثر من محنة تنتاب هذا المشهد، ليس أولها ندرة النص المحلي، وليس آخرها هجرة الممثلين الخشبة المسرحية صوب الدراما التلفزيونية.
وفي هذه المساحة دعونا نقف قليلاً عند محنة النص المسرحي المحلي، فمن تابع المواسم المسرحية الماضية؛ لابدّ أنه انتبه لأمرين: إما أن النصوص كانت مترجمة، أي لكتّابٍ أجانب، مرةً يتم لي عنقها لتناسب واقعنا المحلي، ومن ثم إيجاد بعض من تبرير لتجسيدها على خشبة المسرح السوري، أو ما يُعرف بـ”تبييئ” النص الأجنبي وجعله يدخل في مناخات محلية، أو ترك النص كما في حالته الغربية، وبذلك يكون كل هذا الحجم من التغريب والعلاقة الباردة بين المتلقي والعرض المسرحي، الأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تُحصى.
فإذا كانت النصوص الأجنبية؛ قريبة من واقع مجتمعاتها؛ غير أنها ليست بالضرورة أن تكون قريبة من حساسية مجتمعاتنا، رغم كل الإدعاء بالطرح الإنساني العام الذي في تفاصيل مقولات تلك النصوص.
والذي يأتي كتبرير لاستيرادها، وتكون التغريبية عندما لا يفهم صُناع هكذا عمل مسرحي هدف ومقولات وأفكار تلك النصوص.
والأمر الثاني: أن يقوم المخرج نفسه بكتابة نصه المسرحي، الذي سيجسده على الخشبة، فقد غلبت على النصوص أيضاً حالة “المخرج- المؤلف”، مع ما يتبع ذلك من أحادية الرؤية في عمل إبداعي يقوم على جهد فريق، وليس على جهد شخصي.
من هنا يحق لنا، أن نتساءل: هل حقاً لا يوجد اليوم كتّاب مسرحيون بالمعنى الأدبي للكلمة، عندما نتكلم عن المسرح السوري، كما كان خلال جيل الستينيات والسبعينيات أمثال: مصطفى الحلاّج، وليد إخلاصي، سعد الله ونوس، ممدوح عدوان، وغيرهم.
ونحن نرى الجيل الجديد في مشهد يصفه الكثيرون بالمتبعثر والمتشتت، أما المخرج مأمون الخطيب، فهو يرى مثل هؤلاء الكتاب، لكنهم “كسالى” وأغلبهم يتجه للكتابة في فنون أخرى.
بقي أن أشير إلى العرض المسرحي الأول الذي قدمه أبو خليل القباني على أول خشبة عربية، كان مُقتبساً عن مسرحية “البخيل” لموليير، ومن حينها وحركة الاقتباس بقيت هي السائدة.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار