الحرية- علاء الدين إسماعيل:
أطلق الدفاع المدني السوري مشروعاً جديداً يهدف إلى دعم استعادة الحياة الطبيعية في مدينة معرة النعمان وريفها، ضمن جهود إعادة الإعمار والتطوير التي تقودها المؤسسات المدنية والإنسانية، من خلال فرش طرق زراعية بطول يزيد على 3.5 كيلومترات باستخدام الركام المعاد تدويره.
ويأتي هذا المشروع بتمويل من صندوق مساعدات سوريا (AFS)، ويُعد خطوة مهمة في مسيرة التعافي وإعادة البناء بعد الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية جراء الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة.
تفاصيل المشروع وأهدافه
وبيّن المهندس محمد جمعة الصالح في مديرية الدفاع المدني في إدلب لـ”لحرية” أن هذه المبادرة تهدف إلى معالجة واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه المناطق المدمرة، وهي تراكم الأنقاض والركام الناتج عن العمليات العسكرية والدمار للبنى التحتية، وتتمثل الفكرة الأساسية في إعادة تدوير المخلفات الناتجة عن الأنقاض بشكل مدروس، وتحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام، وذلك من خلال استخدامها في فرش الطرق الزراعية، التي تعد ذات أهمية كبيرة في تحسين الوصول إلى الأراضي الزراعية والمناطق الريفية.
وأضاف: يُعدّ تأهيل الطرق الزراعية باستخدام الركام المعاد تدويره خطوة استراتيجية تسهم بشكل مباشر في دعم الانتعاش الزراعي والاقتصادي في المنطقة، حيث تيسر التنقل بين المناطق الريفية، وتساعد في تقليل تكلفة عمليات الصيانة والإنشاء، بالإضافة إلى تقليل الآثار البيئية الناتجة عن تراكم الأنقاض بطريقة غير منظمة.
الأثر الإنساني والاجتماعي للمشروع
وأشار إلى أن هذا المشروع يأتي في سياق حرص المؤسسات على دعم عودة الأهالي إلى بيوتهم وحياتهم الطبيعية، من خلال تحسين البنية التحتية وتسهيل الوصول إلى المناطق الزراعية التي تعتمد عليها معيشة الكثير من العائلات. إن تحسين الطرق الزراعية يسهم بشكل مباشر في تعزيز نفاذ السلع والخدمات، ويخفف من معاناة السكان الذين كانوا يعانون من صعوبة التنقل والمخاطر الناتجة عن الطرق غير المهيأة.
وأوضح أن المشروع يعكس أيضاً اهتمام الجهات المعنية بتوفير بيئة حياة آمنة ومستدامة، وتحقيق التوازن بين التحديات البيئية والتنموية، من خلال الاستفادة من مواد مخلفات الأنقاض بطريقة مدروسة، تقلل من المخاطر البيئية، وتسهم في تحسين جودة الحياة للأهالي، ويُعدّ هذا النهج مثالاً على كيفية الجمع بين الجهود الإنسانية والتنمية المستدامة، بهدف تعزيز القدرة على الصمود والتعافي من آثار الحرب.
دور التمويل والدعم الدولي
وأردف: يموّل صندوق مساعدات سوريا (AFS) هذا المشروع، وهو دليل على الدعم الدولي المستمر الذي تتلقاه سوريا في جهود إعادة البناء وإشراك المجتمع المحلي بشكل فاعل في عمليات التنمية والإعمار. ويؤكد التمويل من قبل هذا الصندوق على أهمية العمل المشترك بين المؤسسات المحلية والدولية لتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة تستفيد منها المجتمعات الأكثر تضرراً.
الآفاق المستقبلية
ونوه بأن خطوة فرش الطرق الزراعية باستخدام الركام المعاد تدويره تُعد بداية لمجموعة من المبادرات التي ستعزز من قدرات المجتمع المحلي على الصمود، وتسهم في تحسين مستوى البنى التحتية، ودعم القطاع الزراعي الحيوي. ومن المتوقع أن يفتح هذا المشروع المجال للمزيد من المبادرات المماثلة، التي تستغل الموارد المحلية بشكل مستدام، وتقلل من التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه المدينة وريفها.
يمثل مشروع فرش الطرق الزراعية في معرة النعمان باستخدام الركام المعاد تدويره exemplًا واضحاً لجهود إعادة الإعمار المستدامة، التي تعتمد على الابتكار والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، بهدف بناء مستقبل أكثر أماناً واستقراراْ للمجتمع المحلي. وإن مثل هذه المبادرات تشجع على تكامل العمل الإنساني والتنمية المستدامة، وتؤكد أهمية مشاركة المجتمع والدعم الدولي في جهود إعادة الإعمار وتحقيق مستقبل أفضل للسكان المتضررين.