وزير الخارجية التركي يطالب بإلغاء دائم لقانون قيصر لإنعاش الاقتصاد السوري

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة:
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه أجرى مباحثات معمّقة مع المسؤولين الأمريكيين في العاصمة واشنطن، تناولت ملفات متصلة بسوريا، بما في ذلك التنمية الاقتصادية، وحدة الأراضي، الاستقرار السياسي، وأمن المنطقة، إضافة إلى فرص التعاون بين أنقرة وواشنطن في إدارة الأزمات، موضحاً أنه أطلع الرئيس رجب طيب أردوغان على نتائج هذه اللقاءات، وأن تركيا تنظر إلى هذه الحوارات باعتبارها خطوة مهمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
وفي تصريح نقلته وكالة «الأناضول» التركية، كشف فيدان أنه شارك في اجتماع موسّع داخل البيت الأبيض، ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وسفير الولايات المتحدة في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك، قبل أن ينضم إليهم لاحقاً نائب الرئيس الأمريكي جي.دي. فانس، مشيراً، إلى أن الاجتماع اتسم بالصراحة والوضوح، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول مستقبل سوريا والمنطقة.
وأوضح الوزير التركي أن النقاشات تطرقت إلى كيفية إدارة مناطق الأزمات في جنوب سوريا وشمالها، مؤكداً أنه شدّد على ضرورة إلغاء قانون قيصر بشكل كامل ودائم، باعتباره عائقاً أمام إعادة إنعاش الاقتصاد السوري.
وأضاف أن بلاده ترى أن إعادة تمرير القانون عبر الكونغرس، بحيث لا تكون هناك حاجة لاستثناءات رئاسية، هو السبيل الأمثل لضمان استقرار اقتصادي طويل الأمد، مشيراً إلى أن استمرار العمل بالاستثناءات يخلق حالة من عدم اليقين ويعرقل الاستثمار.
وحذّر فيدان من أن سوء إدارة الأوضاع في شمال شرق سوريا وجنوبها قد يؤدي إلى أزمة تهدد وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية، وربما يفتح الباب أمام تفكك متزايد، موضحاً أنه، «من المهم أن يدرك الأمريكيون خطورة هذا الاحتمال، وأعتقد أنهم فعلوا»، وأكد أن نهج الرئيس ترامب تجاه الملف السوري كان «بنّاءً للغاية»، وأن تركيا تنظر إليه بإيجابية، خصوصاً في ما يتعلق بتركيز الإدارة الأمريكية على الحلول العملية بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات.
وشدّد وزير الخارجية التركي على أن موقف بلاده ثابت في دعم وحدة سوريا، وضمان أن يتمتع جميع سكانها بالأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن أنقرة ترى أن أي تسوية سياسية أو اقتصادية يجب أن تراعي مصالح الشعب السوري أولاً، وأن تفتح المجال أمام عودة الحياة الطبيعية إلى المدن والبلدات التي أنهكتها الحرب والعقوبات.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، قد أعلن أن روبيو وفيدان ناقشا أيضاً وقف إطلاق النار في غزة والخطوات المقبلة لضمان الاستقرار في المنطقة، وأكدا دعمهما المستمر للجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم. وأوضح أن واشنطن وأنقرة تتفقان على ضرورة تنسيق الجهود في ملفات متعددة، بما في ذلك سوريا وفلسطين، لضمان عدم تفاقم الأزمات.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً أكدت فيه أن الاجتماع الثلاثي السوري–التركي–الأمريكي بحث وضع آليات تنفيذ واضحة لما تم الاتفاق عليه سابقاً، والمضي في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، بما يشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن صفوف الجيش العربي السوري. واعتبرت الوزارة أن هذه الخطوة تمثل بداية عملية لإعادة توحيد المؤسسات العسكرية تحت مظلة الدولة السورية، بما يعزز السيادة ويحد من مخاطر الانقسام.
ويُذكر أن «قانون قيصر» الذي أقرّه الكونغرس الأمريكي عام 2019 فرض عقوبات واسعة على الحكومة السورية وشركائها، مستهدفاً قطاعات حيوية مثل الطاقة والبناء والتمويل، وقد أثار القانون جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية، حيث يرى معارضوه أنه يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرقل جهود إعادة الإعمار، فيما يعتبره مؤيدوه أداة ضغط ضرورية لدفع دمشق نحو تسوية سياسية، وفي هذا السياق، يأتي الموقف التركي الأخير ليضيف وزناً جديداً إلى الأصوات المطالبة بإلغائه، خاصة مع تزايد الحاجة إلى حلول اقتصادية عاجلة تعيد الحياة إلى سوريا بعد سنوات من الحرب.

Leave a Comment
آخر الأخبار