الحرية – محمد زكريا:
مع نقل مؤسسة الخطوط الجوية السورية ” السورية للطيران ” من تبعية وزارة النقل وإرفاقها بالهيئة العامة للطيران المدني، بدأ يتكشف في هذه المؤسسة العديد من الممارسات الخاطئة سواء في الجانب الإداري والمالي أم في الجانب الفني لعملها، ربما هذه الممارسات تكون غير مقصودة، لكن المشكلة تكمن في استمرارية هذه الممارسات وتصبح متوارثة، والتي أصبحت مع مرور الوقت عرفاً سائداً في عمل المؤسسة، ومن هذه الممارسات الخاطئة، حسب علي قاسم أحد العاملين في مكاتب السياحة والسفر، فإنها تصادر وتحجز القيم المالية لتذاكر حجز لرحلات عديدة لم تنفذها، في حين أنه من المفترض والمنطقي أن تعيد هذه القيم المالية لمن حجز على خطوطها، لا أن تحتفظ بهذه القيم وتدخلها في حساباتها المالية كإيرادات محققة، الأمر الذي يصعب عملية استرجاع هذه القيم لمستحقيها، وأشار قاسم في تصريح خاص لصحيفة الحرية، أنه حسب المعطيات الخاصة بالمؤسسة فإن كتلة القيم المالية للرحلات الملغاة منذ بادية العام الفائت ولغاية الشهر الفائت من العام الحالي، وصلت إلى نحو 26 مليار ليرة سورية، بدورها الهيئة العامة للطيران المدني أبدت تفهماً واضحاً حيال هذه الممارسات، وباشرت في معالجة ما يمكن معالجته حيث أصدرت قراراً منذ أسبوع يقضي بموجبه السماح بإعادة القيم المالية للتذاكر التي تم حجزها بعد تاريخ 8/12/ من العام الفائت ولم تستخدم ، على أن يتم النظر لاحقاً في معالجة كل القيم المالية المحجوزة لدى المؤسسة.
فقدان المصداقية
بعض المتعاملين مع المؤسسة من مكاتب السياحة والسفر اشتكوا من كثرة الرحلات التي تعتذر عنها (السورية للطيران)، لاسيما جميع الرحلات المعتذر عنها تكون رحلات مبرمجة، حيث وصل عدد الرحلات المعتذر عنها إلى نحو خمسين رحلة منذ بداية العام الفائت، وأوضحوا أنه في كثير من الأحيان تعتذر (السورية للطيران) عن رحلة ما، في الوقت ذاته يعلن الناقل الخاص عن فتح رحلة إضافية على المقطع نفسه الذي اعتذرت عنه (السورية)، وأشاروا في حديثهم لصحيفة الحرية أنه مهما كانت المبررات و الأعذار سواء كانت لأسباب تشغيلية أم لأسباب أخرى فإنه من الواجب أن يسترجع المسافر قيمة التذكرة الملغاة مباشرة ، لا أن ينتظر شهوراً حتى يستعيدها، وبالتالي فإن هذه التصرفات تكون (السورية) فقدت مصداقيتها أمام المسافرين ومكاتب السياحة والسفر، وبما أننا بدأنا بالمنافسة مع الشركات الأخرى فلن يكون لنا مكان للمنافسة في مثل هذه التصرفات، وحسب قولهم فإن مجموع مبالغ التذاكر الواجب إعادتها تتجاوز ٢٦ مليار ليرة سورية. منها 20 مليار قيمة تذاكر مصدرة من مكاتب السياحة والسفر، والباقي قيمة مبيعات مباشرة من مكاتب (السورية للطيران)، وإنه لم يتم إرجاع قيمة هذه التذاكر منذ بداية العام الفائت، وقت خروج مطار دمشق عن الخدمة.
قرار غير شامل
يشار إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني أصدرت منذ أيام قراراً يسمح بموجبه بإعادة رديات السفر المصدرة لزبائن الخطوط الجوية السورية ومكاتب السياحة والسفر، التي لم تستخدم بعد فترة التحرير فقط، حيث تتضمن القرار إعادة قيمة رديات تذاكر السفر المصدرة لزبائن الخطوط الجوية السورية وزبائن مكاتب السياحة والسفر من تاريخ سقوط النظام البائد 2024/12/08 ولغاية تشغيل أول رحلة للخطوط الجوية السورية في 2025/01/15، إضافة إلى دراسة كافة الرديات الواردة إلينا حتى تاريخه من زبائن مكاتب الخطوط الجوية السورية ستتم معالجتها خلال فترة 30 يوم عمل وستتم إعادتها نقداً أو بحوالة بنكية للركاب من المديرية المالية للخطوط الجوية السورية، إلى جانب معالجة كافة الرديات الواردة إلينا حتى تاريخه من مكاتب السياحة والسفر في سورية وسيتم إنجازها في أقرب وقت ممكن، وبالتالي يتم تحويل كافة مبالغ الرديات إلى حسابات أصحاب مكاتب السياحة والسفر، وبين القرار أنه بالنسبة إلى مكاتب السياحة والسفر المتعثرة ببعض حساباتها سيتم التنسيق مع تلك المكاتب ومعالجة تلك الحسابات المتعثرة ليتم إنجاز كافة الرديات وتحويلها لهم بالشكل الصحيح.
إلغاء رحلات مبرمجة يفقد “السورية للطيران” مصداقيتها والمنافسة على الأبواب

Leave a Comment
Leave a Comment