إنتاج العسل لم يصل لربع الكميات المتوقعة.. ومقترحات لتدريب النحالين للتعامل مع تداعيات التغيرات المناخية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- ميليا اسبر:

يمتاز العسل السوري بجودته العالية وتفرده، فهو من أرقى أنواع الأعسال في المنطقة نظراً لتنوع الغطاء النباتي المتميز في بلادنا، ما ينعكس هذا الأمر إيجاباً على تعدد أنواع الأعسال و تميزها حسب ما قاله رئيس فرع سوريا في اتحاد النحالين العرب أحمد وليد قاسو في تصريح لـ” الحرية”.

ربع الكمية المتوقعة

وبين قاسو أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة عن كمية إنتاج العسل هذا العام، ولكن مقارنة بالأعوام السابقة لم يصل الإنتاج إلى ربع الكمية المتوقعة وذلك بسبب تأثر النحل بالتغير المناخي المرافق لفترات الإزهار، وأيضاً انحسار كميات المزروعات نتيجة قلة الأمطار وعوامل عدة لها علاقة ببقاء كل من مربي النحل هذا الموسم بمكانه وقلة التجوال بين المراعي.

خبرات عالية

قاسو أوضح أن سوريا تمتلك خبرات على مستوى عالٍ من المهنية قادرة على أن تكون في المراتب الأولى في المنطقة وتمتلك بيئة خصبة تجعل من أعسالنا تضاهي أعسال المنطقة في الجودة، وكميات قادرة على الاكتفاء الذاتي، وأيضاً الانتقال الى الأسواق الخارجية، ولكن قلة الدعم لمربي النحل و المعوقات المناخية التي تعرضوا لها، إضافة إلى الاستخدام العشوائي للمبيدات أدت الى تراجع الإنتاج، و كذلك ضعف القدرة الشرائية لدى لمستهلك أثرت سلباً على أسعار العسل، منوهاً بأن كل تلك الأسباب كان لها تأثيرها على الإنتاج.

إجراءات لتحسين واقع تربية النحل

قاسو شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لتحسين واقع تربية النحل في سوريا أهمها التعاون بين الجهات الفاعلة على الأرض و مربي النحل و المزارعين للحد من الاستخدام العشوائي للمبيدات و الذي يزيد من صعوبة المعوقات و يعقدها، إضافة إلى ضرورة ضبط استيراد كل أنواع الأعسال ولو لمدة موسمين لكي يستطيع مربو النحل الوقوف في وجه هذا التيار الجارف من السوق المفتوحة، لافتاً إلى أن مشاريع تربية النحل صغيرة و متناهية الصغر في بلادنا لذلك هم غير قادرون على مجابهة هذا السوق المفتوح و الذي لا يمتلك منافسة شريفة في كثير من التفاصيل، مؤكداً أن ترك سوق الأعسال سوف ينهي قطاع تربية النحل في سوريا والذي بدوره سوف يؤثر على القطاع الزراعي بدوره بشكل كبير جداً، حيث يعتبر النحل و هذا ما تدعو اليه كل دول العالم أنه الداعم الأول للقطاع الزراعي، وزيادة الإنتاج نظراً لعمليات التلقيح التي يقوم بها النحل، إضافة إلى ذلك فإن مربي النحل بحاجة إلى دعم علمي ومعرفي وهو موضوع هام جداً و خاصة للمبتدئين منّ النحالة.

قرنفلة: تقديم الدعم لأسعار مستلزمات تربية النحل ومواد التعبئة والتغليف

1500طن انخفاض بكمية الإنتاج

بدوره النحّال والخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة أشار إلى تراجع الإنتاج بسبب التغيرات المناخية والجفاف الذي سيطر على سوريا العام الحالي فقد كان له تأثيراً سلبياً على النحل وإنتاجه من العسل حيث تشير التقديرات إلى انخفاض الإنتاج الى حدود 1500 طن من العسل بتراجع حوالي 4500 طن قبل عام 2010

الحفاظ على مهنة تربية النحل

ولفت قرنفلة إلى أهمية الحفاظ على تربية النحل من خلال اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة تغيرات المناخ ودراسة درجة تأقلم كل من سلالات النحل المرباة ضمن البلد والتوصل إلى اعتماد السلالة الأكثر قدرة على التكيف مع تلك التغيرات، كذلك لابد من تدريب النحالين وتوعيتهم وزيادة قدراتهم الفنية للتعامل مع تداعيات التغيرات المناخية، من هنا لابدّ من تنفيذ الاحتياطات اللازمة لمنع الممارسات غير الرشيدة في استخدام المبيدات الزراعية وتوعية الفلاحين والمزارعين لمخاطرها على النحل وعلى التوازن الحيوي بشكل عام، منوهاً بضرورة تقديم بعض الدعم لأسعار مستلزمات تربية النحل ومواد التعبئة والتغليف الخاصة بمنتجات خلية النحل وإيجاد ثقافة جديدة لدى النحالين تساعدهم على تحقيق قيمة مضافة لمنتجاتهم بحيث تساعد في الوصول الى منتجات قادرة على النفاذ إلى الأسواق الخارجية.
وبين قرنفلة أن كل أنواع العسل في سوريا مهمة وجيدة ولكن تفضيلات المستهلكين تختلف، وكذلك الغاية التي يتم استخدام العسل لأجلها، فمن المعروف أن هناك تطابقاً في الخصائص العلاجية لكل من النبات والعسل الذي تم صنعه من قبل النحل من رحيق ذلك النبات، وختم بالقول يوجد عدد كبير من الأعسال تبعاً لتعدد المراعي الطبيعية والمحاصيل والأشجار المزروعة التي يرتادها النحل منها عسل اللوزيات وعسل الحمضيات و حبة البركة وعسل اليانسون و الكزبرة و القبار وعسل الكينا الجيجان و الزلوع وعسل الأشواك البرية والعسل الجبلي وغيرها من الأعسال.

Leave a Comment
آخر الأخبار