معلمة من الدريكيش تحوّل أول يوم دراسي إلى احتفال تربوي يعكس الاهتمام بالطلاب

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- فادية مجد:

في صباح مفعم بالأمل، وعلى وقع خطوات الأطفال العائدين إلى مقاعدهم بعد عطلة الصيف، اختارت المعلمة فاتن نظير عنجاري ، معلمة الصف الرابع في مدرسة بيت بدعة بمنطقة الدريكيش، أن تستقبل طلابها بطريقة غير تقليدية، تفيض بالحب والانتماء والإبداع ، فحولت أول يوم دراسي إلى لوحة احتفالية نابضة بالحياة، حيث امتزجت الألوان بالعبارات الملهمة، وتحولت جدران الصف إلى مرآة تعكس دفء الوطن وروح التعليم.

منذ ساعات الصباح الأولى، كان الصف جاهزًا لاستقبال “النجوم الصغار”، كما وصفتهم المعلمة في إحدى العبارات التي زينت بها الجدران. لم تكن الزينة مجرد ديكور، بل كانت رسالة تربوية عميقة، تحمل في طياتها مفاهيم الانتماء والتحفيز، والاحتضان النفسي، فقد اختارت المعلمة صوراً وملصقات بعناية، تحمل عبارات مثل «سوريا الغالية» و«مدرسة بيت بدعة هي بيتكم الثاني»، لتغرس في نفوس التلاميذ حب الوطن، وتشعرهم بأن المدرسة ليست مكاناً للتعلم فقط، بل بيتاً ثانياً يحتضنهم ويحتفي بهم.

وفي تصريح لـ”الحرية” أكدت المعلمة فاتن أن هذه المبادرة نابعة من إيمانها العميق بأهمية البيئة الصفية الإيجابية، قائلة: الطالب عندما يدخل إلى صف مفعم بالألوان والرسائل المشجعة، يشعر بأنه موضع ترحيب واهتمام، وهذا ينعكس على سلوكه وتفاعله داخل الصف ، مضيفة أن إدخال عنصر الإبداع في الصف يسهم في الوصول إلى جميع الطلاب، ويحفزهم على المشاركة والانخراط في العملية التعليمية منذ اليوم الأول.

وقد لاقت هذه المبادرة صدى واسعًا بين أولياء الأمور، الذين عبروا عن إعجابهم بما قامت به المعلمة، مشيرين إلى أنّ أبناءهم عادوا إلى المنزل وهم يتحدثون بحماس عن الزينة والأجواء المبهجة، مؤكدين رغبتهم في العودة إلى المدرسة سريعًا لمتابعة يومهم الدراسي مع المعلمة.

بهذه الخطوة برزت المعلمة عنجاري كنموذج تربوي يُحتذى به، يجمع بين الحس الوطني، والابتكار التربوي، والاهتمام النفسي، لتؤكد أن التعليم الحقيقي يبدأ من القلب، ويُبنى على علاقة إنسانية دافئة بين المعلم وتلاميذه.

Leave a Comment
آخر الأخبار