الحرية – منال الشرع:
أكد الخبير الاقتصادي فاخر القربي أن قرار رفع رسوم الاتصالات والتقنيات يمكن أن يحمل في طياته آثاراً سلبية ومباشرة على قطاع التعليم، وتقويض جهود التحصيل العلمي وتطوير المهارات الأكاديمية للطلاب، وقد يقلل من قدرة شريحة واسعة من الطلاب على الوصول إلى الأدوات التعليمية والتقنيات الحديثة، ما يحد من فرص التعلم المتقدم والتفاعلي وقد يؤدي إلى اتساع الفجوة التعليمية.
القربي: يحد من قدرة الطلاب على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تُعد أساسية لتسهيل عملية التعلم
المحاور الرئيسية للتأثيرات السلبية
ويشير القربي بحديثه لـ”الحرية” إلى أن التأثيرات السلبية لرفع الرسوم على التحصيل العلمي تتجسد في عدة نقاط حاسمة:
1. انخفاض إمكانية الوصول إلى التقنيات
إذ يرى القربي أن ارتفاع الرسوم يحد من قدرة الطلاب، ولا سيما ذوي الدخل المنخفض، على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تُعد أساسية لتسهيل عملية التعلم، ويشمل ذلك الأجهزة اللوحية، والحواسيب، والبرامج التعليمية المتخصصة، والمواقع التعليمية التفاعلية، وهذا التقييد المادي يحرم الطلاب من أدوات ضرورية للتكيف مع متطلبات التعليم الحديث.
2. الحد من التعلم التفاعلي
يُشدد الخبير على أن التعلم التفاعلي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، حيث تسمح التطبيقات والأدوات الرقمية بدمج التفاعل النشط مع المحتوى التعليمي، ما يرفع من مستوى استيعاب الطلاب ومشاركتهم، فإعاقة الوصول إلى هذه الأدوات يعني التراجع عن أساليب التعليم الحديثة والعودة إلى الطرق التقليدية الأقل كفاءة.
3. تقليل الدافعية والمشاركة الطلابية
يشير القربي إلى عامل نفسي واجتماعي مهم، وهو انخفاض دافعية الطلاب عندما لا يتمكن الطلاب من الوصول إلى الأدوات التكنولوجية المتاحة لزملائهم، قد يشعرون بالإحباط وتقل دافعيتهم للمشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر وسلبي في أدائهم الأكاديمي ونتائجهم النهائية.
4. اتساع الفجوة التعليمية
واعتبر القربي أن رفع الرسوم على التقنيات ووالاتصالات قد يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الطلاب، هذا الإجراء يوجد فوارق حادة بين الطلاب القادرين مادياً على توفير وسائل الوصول إلى التقنيات، والذين لا يستطيعون ذلك. ينتج عن هذا بيئة تعليمية غير متكافئة تخل بمبدأ تكافؤ الفرص في التعليم.
5. التأثير على مهارات الطلبة الأساسية
ويخلص القربي إلى أن التأثير يتجاوز مجرد الوصول للمعلومات ليطال تطوير المهارات الأساسية للطلاب، إذ يكتسب الطلاب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات بطرق حديثة من خلال الاستخدام المكثف للتكنولوجيا، وعند حرمانهم من الوصول إليها، تتأثر قدرتهم على تطوير هذه المهارات، ما يعيق قدراتهم الأكاديمية والمهنية المستقبلية.
عائق تنموي
إن الآثار المتعددة لرفع رسوم الاتصالات والتقنيات، لا تقتصر على الجانب الاقتصادي البحت لقطاع الاتصالات، بل تمتد لتشكل عائقاً تنموياً أمام قطاع التعليم الذي يُعد أساس بناء المستقبل. إن الحد من فرص التعلم المتقدم والتفاعلي وتقليل دافعية الطلاب يؤدي إلى نتائج عكسية على مستوى التنمية البشرية والإنتاجية المستقبلية للمجتمع.