ارتفاع سعر الثوم في دمشق إلى 11 ألف ليرة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية– بشرى سمير:
شهدت أسواق العاصمة دمشق خلال الأيام الأخيرة قفزة في أسعار الثوم، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد 11 ألف ليرة سورية، في حين لم يكن يتجاوز 4000 ليرة قبل أسابيع قليلة.
هذا الارتفاع الحاد أثار استياء المستهلكين، ودفع كثيرين للتساؤل عن أسبابه الحقيقية في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعانيها البلاد.
أحد الباعة في سوق باب سريجة بيّن أنّ المواطنين باتوا يشترون بالـ100 أو 200 غرام فقط، وحتى هذه الكمية لم تعد في متناول الجميع.. الوضع الاقتصادي لا يسمح للكثيرين بشراء كيلو ثوم بـ11000 ليرة.

أسباب موسمية وإنتاجية

المهندس الزراعي فراس عبد الله أوضح أنّ الارتفاع المفاجئ في الأسعار يعود بشكل رئيس إلى اقتراب نهاية الموسم المحلي، وبدء الاعتماد على الكميات المخزّنة، التي تكون بطبيعتها أقل من الطلب في السوق، ما يؤدي إلى زيادة السعر تلقائياً.
وأضاف: إنّ مساحات زراعة الثوم هذا العام تقلّصت بنسبة ملحوظة بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة، من البذور إلى السماد والنقل، ما أثّر على وفرة المحصول.
وأشار عبد الله إلى أنّ بعض الفلاحين يفضلون تخزين الثوم لفترة أطول لتحقيق أرباح أعلى لاحقاً، ما يقلل من المعروض في الأسواق حالياً.

ضعف الدعم

ولفت عبد الله إلى أنّ القطاع الزراعي يعاني غياب الدعم الحقيقي، سواء في توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة أو في تأمين المحروقات اللازمة لعمليات الزراعة والري. وأضاف: ارتفاع تكلفة النقل نتيجة ارتفاع أسعار الوقود ساهم كذلك في رفع أسعار المنتجات الزراعية، ومن بينها الثوم.

تأثير مباشر
هذا الارتفاع في الأسعار لم ينعكس فقط على المواطنين، بل أثر أيضاً على أصحاب محال الخضار الذين يجدون صعوبة في تصريف الكميات الكبيرة، وخاصة أنّ الثوم يُعدّ مادة تكميلية وليست أساسية في قائمة المشتريات اليومية.

الحلول الممكنة
يرى الخبير الاقتصادي معاذ محفوظ أنّ الحل يكمن في دعم المزارعين بشكل مباشر، وتشجيع التوسع في زراعة المحاصيل المحلية لتقليل الفجوة بين العرض والطلب. كما طالب بزيادة الرقابة على التخزين والاحتكار، وتفعيل دور المؤسسات الرسمية في التدخل الإيجابي لتنظيم السوق.

في ظل هذه الظروف، يبدو أنّ أسعار الثوم لن تشهد انخفاضاً كبيراً في المدى القريب ما لم تُتخذ إجراءات جذرية لدعم الزراعة المحلية وتحقيق استقرار في الأسواق.

Leave a Comment
آخر الأخبار