الحرية- لوريس عمران:
تشهد مقاهي محافظة اللاذقية انتشاراً كبيراً لظاهرة تدخين النرجيلة بين فئات الشباب والعائلات، ما جعلها جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية في المدينة.
الحرية التقت عدداً من الشباب الذين يرتادون المقاهي، حيث عبّر معظمهم على أن النرجيلة أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية ووسيلة للراحة والتسلية بعد يوم طويل، وفرصة للقاء الأصدقاء في أجواء مريحة، ورأى البعض الآخر أنها عادة اجتماعية أقل ضرراً من السجائر إذا ما مارسوها “باعتدال”.
وأشار آخرون إلى أن غياب البدائل الترفيهية يدفع الكثيرين إلى المقاهي لتدخين النرجيلة كخيار شبه وحيد لقضاء الوقت.
تخصّص المقاهي أماكن لتدخين النرجيلة
من جانبه أشار الدكتور نزيه اسمندر اختصاصي في علم الاجتماع إلى أن معظم المقاهي خصصت زوايا خاصة لتدخين النرجيلة ، حيث شهدت هذه الأماكن ازدحاماً كبيراً وخاصة في ساعات المساء، مبيناً أن الشباب يرون في النرجيلة وسيلة للتسلية والتواصل الاجتماعي، معتبرين أن ضررها أقل من السجائر.
وفي السياق نفسه أشار الدكتور إدريس سليمان اختصاصي الأمراض الداخلية والباطنية إلى أن النرجيلة تحتوي على مواد سامة مثل أول أكسيد الكربون والنيكوتين والقطران، ما يجعلها سبباً رئيسياً لأمراض الرئة والقلب، مضيفاً إن تبادل أنابيب التدخين بين الزبائن يزيد من احتمال انتقال الأمراض التنفسية، ما يؤدي إلى ارتفاع حالات التهاب الشعب الهوائية بين المدخنين المنتظمين.
النرجيلة جزء من المشهد الاجتماعي في المدينة
وبيّن الدكتور سليمان أن المقاهي أصبحت وجهة يومية للشباب والعائلات في اللاذقية، حيث تكتسب النرجيلة طابعاً اجتماعياً متأصلاً، ما أسهم في ارتفاع نسب تدخينها خلال السنوات الأخيرة بين مختلف الفئات العمرية.
ونوه سليمان بأن التوعية الصحية تبقى الحل الأساسي للحد من انتشارها، داعياً الجهات المختصة إلى تكثيف جهودها في الرقابة والتوعية وتشجيع الشباب على تبنّي نمط حياة أكثر صحة.
المطلوب ثقافة الوعي الصحي
يشكّل وعي الأفراد العامل الأهم في الحد من انتشار النرجيلة، إذ تسهم المبادرات المجتمعية والأنشطة الطلابية في نشر ثقافة الوعي الصحي بين فئات الشباب. بالإضافة لوسائل الإعلام المحلية والمدارس والجامعات وينبغي أن تلعب دوراً محورياً في تصحيح المفاهيم الخاطئة حول أضرار النرجيلة، وتحفيز المجتمع نحو سلوكيات أكثر مسؤولية تحافظ على الصحة العامة للحد من الظواهر السلبية المنتشرة في المقاهي.