الحرية- طلال الكفيري:
الكثير من المرضى باتوا وبكل صراحة، عاجزين تماماً عن شراء الأدوية العلاجية اللازمة لتسكين أوجاعهم، بسبب الارتفاع الكبير الذي طال مختلف أنواع الأدوية، على زمن النظام البائد، والتي أضحت تُشكل هاجساً مقلقاً لهم، وخصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
هذا الواقع العاصف بقطاع الدواء، أرغم الكثيرين منهم على العزوف عن تناولها لعدم توافر ثمنها في جيوبهم، وهذا بكل تأكيد ستكون له نتائج خطرة على صحتهم وحياتهم، إن لم يتم تناولها بانتظام، بينما المشكلة التي يجب الوقوف عندها أنه على الرغم من غلاء أثمان الأدوية، فمن الملاحظ أن ثمة أدوية، وخصوصاً المتعلقة بمرضى القلب والسرطان غير متوافرة في الصيدليات، ما يضطر العديد من المرضى، إلى شرائها من الدول المجاورة وبأسعار خيالية، وهذه الأدوية للأسف باتت أقرب إلى الخطر منه إلى الشفاء، لكونها غير خاضعة للرقابة الصحية.
وهذا قد يسبب لهم مشاكل صحية لا تحمد عقباه على الإطلاق.
إذاً وفي ظل هذا الواقع يحضرنا السؤال التالي: ما مدى أمان هذه الأدوية؟ ومن يضمن أنها لن تتحول إلى سموم صامتة تهدد حياة من يتناولها؟
لقد آن الآوان لإعادة النظر بأسعار الأدوية التي باتت تسابق الزمن، وتوفير النوعي منها، وخصوصاً أن الأدوية تعد حاجة أساسية، فعدم تمكن جميع المرضى من الحصول عليها يعد مسألة خطرة، فيها حياة أو موت” فعجزهم عن شرائها سيزيد من نسبة الوفيات، و هذا ما يثير قلق وتخوف المرضى وذويهم ولاسيما أن القدرة الشرائية لديهم لا تكفيهم لشراء حاجاتهم الأساسية، ومن بينها الأدوية.