الإنتاج المحلي من العسل بدأ بالانتعاش

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- باديا الونوس:

بالأرقام أكد الخبير وعضو اتحاد النحالين العرب عبد الرحمن  قرنفلة أن الإنتاج المحلي من العسل شهد تراجعاً واضحاً من 2966 طن عسل عام 2010 إلى 2500 طن لعام 2016، ثم بدأ بالارتفاع عام 2018، كما تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حيث عاد إلى التزايد ووصل إنتاج القطر إلى 3846 طناً عام 2023، والجدير ذكره أن القطر استورد كميات لا بأس بها من العسل، حيث تراوحت وارداتنا منه بين 2 طن عام 2023، في حين وصلت إلى 155طناً عام 2008، وهذا يؤكد أهمية تطوير القطاع الهام اقتصادياً وزيادة الإنتاج والانتقال بالبلاد من حالة الاستيراد إلى حالة التصدير.

قرنفلة: واحدة من المجالات التي تسهم  في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة

تراجع في الأعداد

وأضاف قرنفلة: كان يعمل في مهنة تربية النحل حوالي 35 ألف أسرة تدير 650 ألف خلية نحل قبل عام 2011، إلا أن تربية النحل شهدت تراجعاً كبيراً بسبب ظروف الحرب التي مرت في البلاد، ما أدت إلى تراجع أعداد النحل بشكل كبير ، وفي الوقت الحالي بدأ النحالون يستعيدون نشاطهم تدريجياً، حيث بدأ هذا القطاع بالعودة إلى وضعه الطبيعي، ومع ذلك لا تزال تربية النحل لدينا بدائية وفق تعبيره، رغم أن بلادنا غنية بالموارد الزراعية والأزهار والنباتات المنتشرة في السهول والوديان والجبال، وتشير البيانات إلى توفر مساحات شاسعة من أراضي الغابات والمراعي ومناطق مناخية تقليدية، إضافة إلى النباتات العطرية والطبية والحمضيات.. إلخ، تشكل مجالات واسعة لتنمية وتطوير تربية النحل في كل المحافظات، حيث منح التنوع المناخي والبيئي في سوريا مجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات المزهرة مناسبة للغاية لاستدامة عدد كبير من مستعمرات النحل، ما يستلزم تطوير تربية النحل باعتبارها واحدة من استراتيجيات  التصدي لتغييرات المناخ ومكافحة الجفاف والحد من الفقر وتنويه الصادرات الزراعية، إذ تلعب تربية النحل دوراً مهماً في توليد دخل نقدي إضافي لملايين مربي النحل من المزارعين في المناطق الريفية وللاقتصاد الوطني في البلاد.
ولأن قطاع النحل نشاط تجاري له مساهمة كبيرة في اقتصاديات المجتمع والاقتصاد الوطني كاملاً، دعا الخبير  قرنفلة إلى دمج تربية النحل مع الممارسات الزراعية مثل إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات والحفاظ على الموارد  الطبيعية، وتربية النحل لها مساهمات في الحد من الفقر، وتالياً ستكون واحدة من المجالات التي تسهم في  تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للبلدان الفقيرة والتنمية الاقتصادية والتخفيف من حدة الفقر.

صديقة للبيئة

وختم الخبير في الإنتاج الحيواني المهندس قرنفلة بالتأكيد على أن تربية النحل هي تربية صديقة للبيئة ولا تحتاج أراضي زراعية، تتناسب جيداً مع المشاريع الصغيرة، ولا تتطلب امتلاك أرض زراعية، أو استئجار أرض، كما أن خصوبة التربة ليست مسألة مهمة للنظر فيها وكذلك الأعلاف ليست مهمة لأنها تتغذى على موارد غير مستخدمة بمعنى لا تتنافس تربية النحل مع الموارد الأخرى التي تحتاجها الماشية والمحاصيل، ويكمل النحل الإنتاج بتلقيح المحاصيل المستزرعة، وهذا بدوره ينعكس على غزارة الإنتاج ويحسّن من جودتها.

Leave a Comment
آخر الأخبار