الحرية – هناء غانم:
أكد الدكتور عامر خربوطلي في حديثه لـ “الحرية ” أن انتهاء العقوبات التي أثقلت كاهل الشعب السوري يشكّل محطة تاريخية مفصلية، حيث تدخل سوريا للمرة الأولى في تاريخها الحديث مرحلة خالية من أي عقوبات اقتصادية، بما فيها قانون قيصر الذي كان آخر الجدران التي أعاقت تعافي الاقتصاد الوطني.
وأوضح خربوطلي أن سوريا اليوم تعيش ما يمكن تسميته بـ«اليوم التالي للعقوبات»، وهو يوم جديد يفتح أبواب الاقتصاد السوري على مصراعيها، بعد انقضاء مرحلة الحذر والترقب والتردد التي كانت تعيشها الشركات والمؤسسات الأجنبية، لتصبح البيئة الاقتصادية مهيأة لعقد الاتفاقيات والتفاهمات بشكل مباشر وشفاف، ومن دون الحاجة إلى وسطاء أو مسارات ملتوية، مشيراً الى أن زوال العقوبات أتاح إعادة بناء الهيكل الاقتصادي السليم من دون قيود أو حواجز، ما يجعل سوريا اليوم بيئة جاذبة للاستثمارات في مختلف القطاعات، ولا سيما الاستثمار التجاري والعقاري والسياحي، مؤكداص أن الفرص المتاحة كبيرة وواعدة ولا يعتريها أي قلق.
رؤية اقتصادية حتى 2035 واستراتيجية تنموية واضحة
وحول سيناريو المرحلة المقبلة، شدد الدكتور خربوطلي على أن «اليوم التالي» يتطلب استعدادات جدية ومدروسة لمرحلة النهوض الاقتصادي، وفي مقدمتها وضع رؤية اقتصادية مستقبلية لسوريا حتى عام 2035، وصياغة استراتيجية تنموية واضحة المعالم، تقوم على سياسات اقتصادية حديثة تعتمد نهج اقتصاد السوق الحر التنافسي.
تشريعات مرنة
كما أكد الخبير الاقتصادي على أهمية تحديد أولويات العمل ، وتوفير تشريعات وقوانين وأنظمة مالية ونقدية وتجارية واستثمارية واضحة وسهلة ومحفزة، إلى جانب تبسيط إجراءات ممارسة الأعمال والحد من الروتين والبيروقراطية، وتأهيل الكوادر البشرية، وإعداد خارطة استثمارية شاملة على امتداد الجغرافيا السورية.
وأضاف أن تحسين البنى التحتية، وإجراء تغييرات إدارية وتنظيمية وتكنولوجية، يُعد شرطًا أساسيًا لتهيئة بيئة أعمال قادرة على استيعاب مرحلة إعادة الإعمار والبناء ، علماً أن من يستثمر اليوم يحجز موقعه في صدارة النجاح .
وختم الدكتور خربوطلي تصريحه بالتأكيد على أن أبواب الاقتصاد السوري باتت مفتوحة أمام جميع الراغبين في المشاركة بإعادة بنائه وتطويره، مشددًا على أن الفرص المتاحة اليوم نادرة ومجزية، وأن من يحسن استثمار «اليوم التالي» سيحظى بأسبقية النجاح والعائد المرتفع.