البلديات والاستثمار

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

تقف اليوم الكثير من مجالس المدن والبلدان والبلديات عاجزة عن القيام بأي خطوة تطويرية نحو الأمام وتنفيذ أيّ من المشاريع الخدمية التي تصبُّ في الصالح العام بحجة عدم توفر السيولة المالية اللازمة.
وهذا العذر الذي تتخذه بعض البلديات لتخفي تقاعسها الاقتصادي يذكرنا بالمثل العربي القائل “العذر أقبح من الذنب” وهذا المثل يشير إلى أن بعض الأعذار تكون سخيفة أو غير منطقية لدرجة أنها تسيء لمن يقدمها أكثر مما تسيء للخطأ الأصلي. كما يشير إلى أن بعض الاعتذارات تفتقر إلى الصدق، وتُظهر استخفافاً بعقل المتلقي، وتزيد من سوء الموقف بدلاً من إصلاحه.
وإذا أردنا إسقاط هذا المثل العربي على الواقع فهو ينطبق اليوم على البلديات التي تتهرب بالأعذار والحجج الواهية من تنفيذ ما يجب أن تقوم به لأجل مجتمعها وبلدها فهي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مشاريع استثمارية لتعزيز دورها الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية، وتوفير فرص عمل للمجتمع، وتحقيق استدامتها المالية، حيث يمكن للشراكة مع القطاع الخاص استغلال الأراضي البلدية والموارد المحلية لتحقيق مشاريع تنموية كبيرة تخدم المواطنين، أفضل من تركها لتتحول بسبب الإهمال والتقاعس لمكبات للقمامة تنشر الأمراض والروائح الكريهة.
تقوم المشاريع الاستثمارية بدور كبير في تطوير البنية التحتية وتمويل مشاريع الخدمات الأساسية مثل الطرق والمياه والصرف الصحي، وتخلق فرص عمل للمواطنين من خلال المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة، وتحقق الاستدامة المالية من زيادة إيرادات البلديات وتقليل الاعتماد على المساعدات والتبرعات.
كما أنها تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق التي تقع ضمن نطاق البلديات، وتطوير وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات.
باختصار؛ حتى تتخلص البلديات من حالة الفقر والشكوى والتذمر، عليها الاستثمار في العقارات البلدية وتخصيص أراضيها العقارية المليئة بالقمامة لمشروعات عمرانية سكنية أو حضارية بالتنسيق مع القطاع الخاص، وإقامة مشاريع خدمية وإنتاجية استثمارية مثل أسواق عامة، أو مرافق ترفيهية.
أو الاستثمار في الصناعات الإنتاجية من خلال تطوير مشاريع صناعية صغيرة في مناطق البلديات تستغل الموارد المحلية المتوفرة، وإبرام اتفاقيات بين البلديات لإقامة مشاريع مشتركة تستفيد من نقاط القوة لدى كل بلدية، ودعم وتشجيع المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية التابعة للبلديات.

Leave a Comment
آخر الأخبار