التشكيلي معن علي سعيٌد يعتمد الرمزية والإيحاء في إعادة تشكيل آلام السوريين في لوحاته

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – نصار الجرف:

الفنان التشكيلي معن علي سعيٌد يتميز بتفرده بأسلوب التشكيل التعبيري في معظم أعماله، حيث ينحو إلى رسم شخوص مكشوفة الأجساد مع تشويه مقصود، يرسل من خلالها رسائل معينة بأن الإنسان يخلق عارياً ويفنى عارياً، وقد يبقى كذلك ما بين الولادة والفناء بحكم ظروف الحياة، إذ يحول لوحاته إلى سيمفونية بصرية يعزفها بريشته بتناغم فريد بين الألوان وموضوع اللوحة مستخدما الزيتي و الإكريليك اللذين يعتمد عليهما اعتماداً كلياً في معظم أعماله.

*مواضيع لوحاتي استمدها من الواقع المعاش.. من مأساة الناس ومعاناتهم وما مروا به من قهر وخوف وإذلال

والفنان سعيٌد متمرد على المدارس الفنية التشكيلية المعروفة، كما هي حاله، متمرد على الظروف والواقع رغم قسوته وما مر به البلد من محن، بحيث يبقى الإنسان والهم الإنساني هاجسه ليصوره في لوحاته بكل حرفية وإحساس، إذ يرسم شخوص لوحاته وقد فقدت الكثير من إنسانيتها نتيجة القهر والجوع والحرمان والظلم، سواء داخل السجون المغلقة أو في رحاب سجن الحياة الواسع وما يعتريه من عذابات، تاركاً للرمزية والإيحاء، مجالاً واسعاً للتفكير والتخيل لما ترمي إليه اللوحة، مع إضفاء فسحة من الأمل والتفاؤل يتركها في بعض لوحاته، حيث يصور لنا الإنسان مكشوف الجسد، ولم يبقَ منه إلا هيكله العظمي، لكنه مع شيء من الأمل وروح الحياة في نفس هذا الكائن البشري، متمسكاً بأدواته وآلاته الموسيقية علي سبيل المثال، في إيحاء بأن الروح البشرية تواقة إلى حب الحياة والحرية والفرح، وهنا يريد الفنان سعيٌد أن يقول لنا إنه ما من سواد مطلق، إلا وفيه بقعة ضوء أبيض، كبارقة أمل ولحظة انعتاق، فتعرٌي لوحاته هنا لا يقصد فيها العري الجسدي، بل الروحي والقيمي والإنساني، فحتى لوحاته التي يجسد فيها الوجوه “البرورتريه” تجد فيها الكثير من الحزن والشقاء، و تجد فيها ابتسامة ولو ساخرة تدلل على فسحة الأمل، وحتى في أعماله عن الطبيعة الصامتة والحية والزهور نلمس ذلك بوضوح.

*الإنسان في لوحات معن سعيد مكشوف الهيكل العظمي.. متمسكاً بآلاته الموسيقية

عن هذا التفرد التشكيلي، يقول الفنان معن سعيٌد في لقاء معه لصحيفة الحرية: ” مواضيع لوحاتي استمدها من الواقع المعاش، من مأساة الناس ومعاناتهم وما مروا به من قهر وخوف وإذلال، حيث أصبح إنساننا السوري مجرد هيكل عظمي يمشي بلا روح، انعكس ذلك على شكله، ولكن رغم ذلك بقي هذا الإنسان متمسكاً بأدواته الموسيقية وهنا تكمن الرمزية، في حبه للحياة، للحب، للبقاء، وقد اعتمدتُ أسلوب المدرسة التعبيرية في أعمالي، لأنني أجد من خلالها القدرة على التعبير عن معاناة الناس النفسية وبشكل غير مباشر ، لا أعتمد على الألوان كما هي في طبيعتها، الأصفر والأحمر والأخضر وغيرها، بل على مزج الألوان وخلطها لتخلق لوناً جديداً يتماشى مع موضوع العمل أو الفكرة” وذلك مع محاولة الفنان ل “تبسيط اللوحة بأدق التفاصيل، تاركاً حيزاً من اللوحة أو الفكرة بشكل مقصود للمتلقي،كي يتخيل ويحلل و يبحث عن الجزء الناقص فيها، وطبعاً أعكس مواضيع أعمالي على الواقع مباشرة وأحياناً أترك العمل لفترة بهدف التأمل أو إضفاء بعض التعديلات بعد أن تزداد الفكرة نضوجاً في ذهني، كما أعتمد على التكوين اللوني وتوزيعه على مساحات اللوحة”.
وعن مشاركاته في المعارض المحلية والخارجية قال الفنان معن علي سعيٌد “شاركت في الكثير من المعارض التشكيلية المحلية المشتركة والفردية في مختلف المحافظات السورية، كما شاركت في معارض دولية في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة وكذلك في أربيل في كردستان العراق، وأيضاً في العديد من المعارض التشكيلية إلكترونياً”.
يذكر أن الفنان معن علي سعيٌد من مواليد مدينة سلمية وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو في نقابة فناني الشارقة وقد نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير.

Leave a Comment
آخر الأخبار