الحرية– دينا الحمد:
منذ الساعة الأولى التي بدأ فيها مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (محمد كتوب) عمله لديها، بدأت الأصوات تتعالى داخل المنظمة وخارجها بضرورة تبدل المشهد حيال نظرة «حظر الكيميائية» وقراراتها وقوانينها تجاه سوريا، لأسباب عديدة ومتنوعة.
وأولى تلك الأسباب الموجبة لعودة سوريا وحضورها الفاعل داخل المنظمة وحقها في التصويت والترشح، أن مندوب سوريا الدائم أكد أن البعثة السورية في المنظمة كانت مجمّدة خلال الأشهر الماضية، لأن سوريا تعرضت خلال حكم النظام البائد لأكثر من مئتي هجوم كيميائي، وأنه بعد التحرير تبذل دمشق جهوداً كبيرة للعثور على بقايا الأسلحة الكيميائية، لاسيما أن مخلفاتها خطيرة ويجب التخلص منها لحماية المدنيين.
أما السبب الثاني، فهو أن سوريا الجديدة بدأت منذ اليوم الأول لتحريرها من النظام البائد بالسير نحو إغلاق ملف الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام الأسد ضد الأبرياء من جهة، وكانت ذريعة للمجتمع الدولي لفرض الحصار والعقوبات على السوريين من جهة أخرى.
والسبب الثالث، أن سوريا أظهرت خلال مفاوضاتها مع المنظمة منذ اليوم الأول للتحرير استعدادها للتعاون في معالجة هذا الملف الشائك وطي ملف الأسلحة الكيميائية نهائياً.
أما السبب الرابع، فهو أن سوريا دعت أيضاً جميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كخطوة أساسية نحو إقامة منطقة خالية من السلاح النووي، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وكي لا تكون هناك معايير مزدوجة، بحيث تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دولاً بعينها بالانضمام والتعاون، وتتجاهل «إسرائيل» التي تمتلك الأسلحة المحرّمة وتهدد الآخرين بها وترفض الانضمام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والسبب الخامس، أن سوريا ليست بحاجة إلى الأسلحة الكيميائية، وهي تدرك أن أولوياتها بعد الدمار الهائل الذي ارتكبه النظام البائد هي إعادة البناء والإعمار والالتفات إلى حاجات السوريين الكثيرة.
وبناءً على هذه الأسباب الموجبة، فإن على دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة والقوى الكبرى أن تعيد حساباتها تجاه سوريا فيما يخص هذا الملف، وتحديداً لاستعادة حقوق دمشق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الترشح والتصويت، وضرورة أن يصدر قرار دولي بمراجعة حقوق وامتيازات سوريا، تمهيداً لإعادة حقها في التصويت والترشح داخل «حظر الكيميائية».. فهل نشهد مثل هذا القرار في المستقبل القريب؟