التغذية السليمة للأطفال درع الوقاية.. 40 مليون طفل يعانون البدانة المفرطة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:

تشكل التغذية السليمة في مرحلة الطفولة حجر الأساس لنمو سليم ومستقبل صحي، بينما تمثل السلوكيات الغذائية الخاطئة بوابةً للبدانة وما تحمله من أمراض مزمنة.
في عصر طغت فيه الأطعمة المصنعة والسريعة، أصبح من الضروري تسليط الضوء على أهمية بناء عادات غذائية صحيحة منذ الصغر.

أسس التغذية السليمة للأطفال

تتمثل التغذية المتوازنة للأطفال في توفير العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم نموهم الجسدي والعقلي.
وتوضح خبيرة التغذية سلوى الشامي أن التنوع الغذائي وتقديم وجبات متنوعة تشمل جميع مجموعات الطعام الرئيسية من الحبوب الكاملة، الفواكه والخضروات، البروتينات، ومنتجات الألبان.
إضافة إلى أهمية التوقيت المنتظم والالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات الرئيسية والخفيفة لضمان انتظام عملية الأيض وتقديم الوجبات بكميات وحصص مناسبة لعمر الطفل وحاجاته الغذائية، مع التركيز على الأطعمة الطازجة والطبيعية وتقليل المعالجة الصناعية.

سلوكيات غذائية خطرة

وحذرت الشامي في تصريح لـ”الحرية” من انتشار البدانة بين الأطفال بسبب السلوكيات الغذائية الخاطئة، والتي لا تعبر عن الحب مثل الإفراط في تناول السكريات من خلال المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والحلويات، والاعتماد على الوجبات السريعة والغنية بالدهون المشبعة والأملاح والفقيرة في القيمة الغذائية مع قلة استهلاك الفواكه والخضروات.
وترك الأم الأمر لولدها في أن يأكل على مزاجه وتخطي وجبات أساسية خاصة وجبة الإفطار التي تعتبر وقود اليوم أو تناول الطعام دون جوع حقيقي وبشكل عشوائي، وغالباً تكون بسبب قلة النشاط البدني وزيادة الوقت المخصص للأنشطة الساكنة مثل مشاهدة التلفزيون، وألعاب الفيديو، واستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
أو السرعة بالأكل وعدم مضغ الطعام جيداً، ما يؤثر على عملية الهضم والشعور بالشبع.

40 مليون طفل

وبينت أن الإجمالي العالمي للأطفال المصابين بالبدانة يبلغ حوالي 40 مليون طفل دون سن الخامسة، كانوا يعانون من فرط الوزن أو السمنة في عام 2024، بناءً على بيانات منظمة الصحة العالمية.
وتختلف النسب بشكل كبير بين الدول حيث تسجل بعض المناطق أعلى معدلات من غيرها، حيث منطقة البحر المتوسط الشرقي (11.5% للأطفال دون 5 سنوات)، وهي الأعلى عالمياً، ثم منطقة أوروبا (11.3%)، وفي المرتبة الثالثة منطقة الأمريكتين ( 8.5%)، ومنطقة غرب المحيط الهادئ (7.1%)، ومنطقة إفريقيا ( 4.1%) وهي – الأدنى عالميًا، لكن المعدل في تزايد سريع.
ولفتت الشامي إلى أن البدانة لا تقتصر على المظهر الخارجي، بل تمتد آثارها إلى المشاكل الصحية كمرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات النوم، ومشاكل العظام والمفاصل.
وهناك التأثيرات النفسية كتدني الثقة بالنفس، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية بسبب التنمر وفي مرحلة البلوغ تزداد صعوبة علاج البدانة.
وأشارت إلى دور الأسرة في تعليم الطفل العادات والسلوكيات الغذائية، وتوفير بيئة منزلية تدعم الخيارات الصحية.
ثم تأتي المدرسة عبر تقديم وجبات مغذية في المقاصف، وتضمين التربية الغذائية في المناهج لتعزيز الوعي لدى الأطفال وأسرهم.
مشيرة إلى أهمية وجود سياسات تنظيمية للإعلان عن الأطعمة غير الصحية ودعم برامج التوعية ونشر الوعي الغذائي وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وختمت الشامي بالقول: إن نسبة إصابة الأطفال بالبدانة عالميًا مرتفعة ومقلقة، وهي تمثل تحديًا صحيًا كبيرًا.
بينما تتركز أعلى النسب في مناطق مثل أوروبا وشرق البحر المتوسط، فإن المناطق ذات الدخل المنخفض تشهد أسرع معدلات النمو. تتطلب معالجة هذه الأزمة جهودًا منسقة من الحكومات، والمؤسسات الصحية، والمدارس، والأسر لتعزيز أنماط الحياة الصحية، وتحسين النظم الغذائية، وتشجيع النشاط البدني بين الأطفال والوقاية من البدانة تبدأ من تعزيز السلوكيات الغذائية الصحيحة، وتعزيز القيم التي ترى في الطعام وقوداً للجسم والعقل، وليس مجرد متعة عابرة..
فلنعمل معاً على حماية أطفالنا من خطر البدانة بتمكينهم بأدوات المعرفة والعادات التي تضمن لهم حياة صحية ومتوازنة، والاستثمار في تغذية الأطفال السليمة ليس مجرد قول، بل هو ضرورة حتمية لبناء جيل صحي قادر على تحقيق إمكاناته.

Leave a Comment
آخر الأخبار