الجفاف يهدد مستقبل الزراعة السوريّة.. ومخاوف من فقدان الأمن الغذائي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ميليا اسبر:

خطر الجفاف يهدد مستقبل الزراعة السورية، فقد تراجع الإنتاج بشكل واضح هذا العام حيث لم يحصد الفلاحون محاصيلهم البعلية بسبب قلة الأمطار ما أدى إلى خسارات كبيرة قدرت بمليارات الليرات، لكن الأخطر هو استمرار الجفاف لسنوات طويلة حينها ربما تخسر البلاد أمنها الغذائي، ويصبح الاستيراد هو الطريق الوحيد لتأمين حاجة السوق المحلية من المواد الغذائية بما فيها رغيف الخبز.

عيسى: بسبب الجفاف لم يحصد الفلاحين محاصيلهم هذا العام

أسوأ الكوارث الطبيعية

الباحث الزراعي اسماعيل عيسى أوضح في تصريح لصحيفتنا ” الحريّة ” أن أسوأ الكوارث الطبيعية هو الجفاف بسبب امتداد أثاره لسنوات طويلة، ويمكن القول إن الزراعة هي أول ضحايا الجفاف وخاصة في بلدنا، والذي بدأ تأثيره عليه تدريجياً من سنوات طويلة، منوهاً بأن الجفاف يقاس بالدرجة الأولى بتدني نسب الهطول المطري واختفاء بعض الظواهر الطبيعية مثل جفاف الأنهار والينابيع، وحرق الغابات، مبيناً أن الواقع يشير إلى أن بعض الأنهار في سوريا باتت رسماً على الخريطة دون أن يكون لها جود حقيقي مثل نهر الخابور والأعوج وجغجغ والكبير الشمالي وغيرهم.

خسائرة الزراعات البعلية

وذكر عيسى أنه بسبب الجفاف هذا العام لم يستفد الفلاحون من زراعاتهم الشتوية رقماً جديراً بالذكر، لأن الزراعات البعلية لم تحصد بسبب عدم وجود موسم بل كان من شدة تأثير الجفاف أن هذه المساحات المقدرة بالآلاف الهكتارات لم تصلح لرعي الأغنام، وعلى هذا خسر الفلاحون المليارات، كما خسر الوطن أمنه الغذائي من الحبوب وبات عليه استيراد رغيفه من الخارج مع كل ما في ذلك من تبعية، أما المساحات المروية فهي الأخرى تدنى إنتاجها بسبب تدني غزارة المياه في الأنهار والينابيع وعدم امتلاء السدود، مضيفاً أن الزراعة الصيفية هي ذات مساحات محدودة وتقوم بالقرب من الأنهار التي غالباً ما تكون على أحواض تتغذى على الأمطار، وهنا يضرب الجفاف الإنتاج الزراعي الصيفي ضربتين مزدوجتين، الأولى تكون بنقص المساحات المزروعة نتيجة جفاف هذه الآبار، والثانية تكون بجفاف الآبار بعد الزراعة لذلك يضطر الفلاح لتيبيس نصف المساحة المزروعة على أمل إنقاذ المساحة النصف الثاني مكبداً خسائر فادحة.

الخسائر تتضاعف العام القادم

وأكد عيسى أنه في العام القادم سوف نعاني من نقص أكبر في المساحات المزروعة ليس بسبب الجفاف فحسب، بل أيضاً بسبب ما لحق الفلاحين من خسائر كبيرة ستجعله غير قادر على زراعة أرضه كاملة، إضافة إلى أن الأسعار المتدنية التي باع فيها الفلاحون بعض إنتاجهم لاسيما الخضروات تجعلهم يحجمون عن هذه الزراعات، وإذا كنا قد اشترينا كغ البندورة ب 2000 ليرة فسيكون ثمنه العام 10 آلاف ليرة، وكذلك الباذنجان..، وهذا كله يعني أن تصدير المنتجات الزراعية أمرٌ يكاد يكون مستحيلاً، وأن الاستيراد سيكون طريقاً إجبارياً لسد الاحتياجات الزراعية.
ولفت عيسى إلى نقطة ضرورية يجب أخذها بعين الاعتبار وهي أن الطاقة الشمسية التي أمنت سحب مياه الآبار بصورة شبه مجانية سوف تسبب استنزاف الأحواض المائية وهذا إنذار خطر نقرع ناقوسه على أمل ترشيده حتى لا نجد أنفسنا نعيد كارثة منطقة سلمية الشهيرة باستنزاف المياه الجوفية لزراعة القطن كان ذلك في خمسينيات القرن الماضي حيث لا تزال آثار الجفاف قائمة حتى الآن.

Leave a Comment
آخر الأخبار