محاصيل متعاقبة من الخضر على مدار العام.. ومطالب بتوفير المزيد من الدعم 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:

شكلت الزراعات التكثيفية إضافة مهمة إلى الخارطة الزراعة في محافظة درعا والتي باتت فيها المواسم متعددة وعلى مدار العام تقريباً، وغدت هذه الزراعة رديفاً لمواسم الإنتاج الرئيسي (الصيفية)، حيث ترفد الأسواق بالمنتجات الزراعية وأبرزها الخضر في غير مواسمها المعتادة.

وتعد محاصيل “البندورة والبطاطا والخيار والفاصولياء واللوبياء” من أبرز أصناف المزروعات التكثيفية، وتتميز بجودتها وأصنافها التي تلقى إقبالاً في الأسواق، ووفقاً للرزنامة الزراعية تبدأ زراعة معظم أصناف الخضر التكثيفية، منذ نهاية شهر آب ويستمر حتى كانون الثاني، ما يقلل الاعتماد كثيراً على الخضار المحمية أو المستوردة في هذا الوقت من العام.

محاصيل متعاقبة

يؤكد مزارعون في حديثهم لـ”الحرية” أن نجاح الزراعة التكثيفية بات يعتمد على الخبرة التي اكتسبها مزارعو المحافظة، إذ يحتاج هذا النوع من الزراعة إلى ظروف معينة ليعطي نتائج إيجابية، مضيفين أن “التكثيفية” تتميز عن الزراعات الصيفية، بانخفاض التكاليف، لكنها أقل من ناحية الإنتاجية بسبب تأثيرات انخفاض الحرارة وهطول الأمطار عليها.

تحذيرات من الإفراط في تعاقب الزراعة على التربة

وقال المزارع محمد الرمان من منطقة الصنمين، إن الفكرة الرئيسية هو استثمار الأراضي الزراعية

على مدار العام وذلك بزراعة ما يناسبها من محاصيل متعاقبة، والاستفادة من المخزون الجيد من رطوبة التربة المختزنة من الموسم الصيفي ومن الأسمدة ما يوفر تكاليف إضافية في عمليات الري والتسميد.

وأضاف في حديثه لـ”الحرية”: “أهمية الزراعات التكثيفية تكمن في رفد الأسواق بالخضر في غير مواعيدها الرئيسية المعتادة أي في فصلي الخريف والشتاء، وهي فترة تعد حرجة وفقيرة نسبياً بالخضر، ما يحقق استقراراً في الأسعار لصالح المستهلك”، وكمثال على ذلك قال المزارع إنه رغم انتهاء موسمي البندورة والبطاطا الرئيسيين هذا العام، لا تزال الأسعار في الأسواق مقبولة بفضل إنتاج العروة التكثيفية لهذين المحصولين.

تشغيل اليد العاملة

بدوره شدد المزارع عبد الرحيم الزعبي، على ضرورة دعم هذا النوع من الزراعة التي سماها “منقذة الأسواق” على حدّ قوله، لدورها في رفد الأسواق بالخضر في الأوقات الحرجة والتي يقل فيها الإنتاج المحلي، لافتاً إلى دور هذه الزراعة في تشغيل الآلاف من اليد العاملة التي لم يعد عملها موسمياً أو مقتصراً على المواسم الرئيسية، بل على مدار العام.

وكشف المزارع، أن زراعة المحاصيل التكثيفية تنطوي على مخاطر محتملة كثيرة، إذ إن موعد إنتاجها في أواخر أشهر الخريف وبداية الشتاء يتزامن بدء موسم البرد واحتمالات تشكل الصقيع التي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج، إضافة إلى صعوبة التسويق ومنافسة الخضر المحمية الواردة من محافظات أخرى.

نصائح وإرشادات

ويعد محصولا البندورة والبطاطا التكثيفيتان في قائمة المحاصيل التي لاقت رواجاً في المحافظة، سواء من حيث المساحات المزروعة أو من حيث الإنتاجية.، حيث تشير الأرقام إلى أن مساحة البندورة التكثيفية المنفذة للموسم الحالي، تزيد على 1400 هكتار، والإنتاج المقدر منها حوالي 74 ألف طن، فيما تتجاوز المساحات المزروعة بالبطاطا الخريفية 1500 هكتار بإنتاج يزيد على 30  ألف طن.

وبالرغم من أهمية هذه الزراعات في تنويع المحاصيل الزراعية وتواجدها على مدار العام تقريباً، إلا أن هناك من المتخصصين في الشأن الزراعي من يحذر من الإفراط الزائد في تعاقب الزراعات بشكل غير مدروس، خشية أن يؤدي الاستثمار المتعاقب إلى إنهاك التربة وزيادة ملوحتها مع الوقت وخروجها من دائرة الإنتاج تباعاً.

وأكد الخبير الزراعي المهندس أحمد الكنعان  ضرورة الاستثمار المتوازن للأراضي، إذ إن الاستثمار المتعاقب للتربة وعدم إراحتها، سيؤديان مع الوقت إلى استهلاك المعادن والعناصر التي يحتاجها النبات وبالتالي نفادها من التربة، مشدداً على أهمية الاستخدام المتوازن للأسمدة، ما يدعم التربة بالمعادن والعناصر التي تحتاجها.

وشدد الكنعان على ضرورة تنويع المحاصيل وعدم زراعة نفس الصنف بشكل متعاقب، وإلى ضرورة تهيئة التربة بشكل مناسب قبل الزراعة وتقليبها جيداً، وتركها لترتاح لفترة وجيزة قبل المباشرة بزراعة المحصول التكثيفي الجديد.

Leave a Comment
آخر الأخبار