الحرية – محمد زكريا:
ينظر البعض من “عامة الناس” إلى أن وجود الحقيبة الطبية أو أجهزة الإطفاء في وسائط النقل، ليس سوى منظر شكلي، لا تقدم ولا تؤخر بشيء، وماهي إلا أعباء مالية يتكلف بها صاحب المركبة، بالتأكيد هي شكلية في حالة عدم تدريب وتأهيل السائقين على كيفية الاستخدامات المطلوبة والمثلى في حالات الحوادث المرورية، ومما لاشك فيه كيفية التعاطي مع هذه الأجهزة، يمكن أن يكون من خلال إلزام السائقين باتباع دورات تدريبية بهذا الخصوص، حيث من الممكن ان تقدم الجهات المعنية من وزارة النقل أو إدارة المرور تلك الدورات مجاناً، وحتى تعم الفائدة والغاية من تواجد كل من المحفظة وجهاز الإطفاء ضمن كل مركبة، فلا بد من وضع شرط في نظام الحصول على شهادة قيادة المركبة أو في قانون السير، من إلمام السائقين بهذه المعدات وكيفية التعامل الصحيح معهما بالشكل الأمثل، وإلا ما الفائدة من وجودهما دون المعرفة بطريقة استخدامهما، لكن في حقيقة الأمر، المحفظة الطبية وجهاز الإطفاء هما ضرورة لا يمكن تجاهلها في حال تم توظيفهما بالشكل المطلوب.
وعد وإلزام
وزارة النقل لم تكن بعيدة عن هذا الموضوع، حيث وعد وزير النقل الدكتور يعرب بدر أن تكون الحقيبة الطيبة خلال العام القادم إجبارية في كل سيارة، موضحاً أن وجود هذه الأدوات تساهم كثيراً في التعامل الفوري مع الحوادث والمشاكل الصحية أثناء التنقل.
الخطر المروري
الخبير في النقل الدولي الدكتور همام عبيد أشار إلى ان إلزام السيارات بالمحفظة الطبية وأجهزة الإطفاء أمر إيجابي، لكن شريطة أن يخضع السائقون لدورات تدريبية حول كيفية التعامل مع هذه المعدات، وأوضح عبيد لصحيفتنا “الحرية” أن الخطر المروري هو الأكثر حدوثاً والأقل اهتماماً، ومنه يلاحظ في دول العالم المتقدم أن هذه المعدات شرط قانوني ولا تساهل فيه، حتى إنه في كندا على سبيل المثال، يعتبر التعامل الجيد مع المحفظة الطبية شرطاً أساسياً للحصول على شهادة قيادة المركبة، في حين تجد العالم الثالث بعيداً كل البعد عن التثقيف الطبي.
الفائدة المحققة
وعن الفائدة من وضع المحفظة الطبية ضمن السيارات، لاسيما في حالات الطوارئ، بين عبيد أنها تقدم الإسعافات الأولية بسرعة، شريطة أن تحتوي المحفظة على أدوات ومواد تساعد في تقديم الإسعافات الأولية مثل ضمادات، معقمات، وأدوات لإيقاف النزيف، كما من شأن المحفظة تخفيف الأضرار قبل وصول المساعدة، وبالتالي في حال وقوع حادث أو إصابة، يمكن للمرافقين أو السائق استخدام المحفظة لتخفيف الضرر حتى وصول الطوارئ الطبية، أيضاً تسهم في زيادة الأمان والسلامة، فوجود المحفظة يعزز من شعور الأمان للسائق والركاب، خاصة في الرحلات الطويلة أو في المناطق النائية كما أن التعامل مع الحالات الصحية الطارئة، مثل الجروح، الحروق، أو حتى توقف القلب والرئة، يمكن أن تساعد الأدوات الأساسية في المحفظة للتعامل مع هذه الحالات بسرعة.
محتويات المحفظة
طبيب الإسعاف الدكتور محمد علي ريحانية أشار إلى أن محتويات المحفظة الطبية يجب أن تتضمن الأدوات والمواد اللازمة في حالة الطوارئ، مثل ضمادات لاصقة بأحجام مختلفة للجروح الصغيرة، مع ضمادات معقمة لتغطية الجروح المتوسطة والكبيرة، إضافة إلى شاش طبي معقم لتغطية الجروح، إلى جانب لاصق طبي لتثبيت الضمادات، ومقص طبي لقص الضمادات أو الملابس إذا لزم الأمر، وضرورة وجود قفازات طبية معقمة للحماية والنظافة عند التعامل مع الجروح أو الدم، ومطهر أو معقم (مثل الكحول المطهر أو محلول اليود)، وملاقط صغيرة لإزالة الشوائب أو الأجسام الغريبة، كما أن هناك ضرورة وجود شريط لاصق طبي لتثبيت الضمادات، وغلاف للحماية من العدوى، فضلاً عن ضماد ضاغط لإيقاف النزيف، وبطانية إسعافية صغيرة لتدفئة المصاب، ومادة مهدئة للألم (حسب التعليمات الطبية)، وضرورة أن تحتوي المحفظة على كتيّب للإسعافات الأولية لتوجيه الإجراءات المناسبة، وأشرطة ضاغطة وأربطة مرنة لتثبيت الكسور أو الالتواءات، ومادة لتطهير الجلد مثل الكحول الطبي، مع تزويد المحفظة بالأدوية الأساسية مثل مسكنات الألم أو مضادات الهيستامين (حسب الحاجة والاحتياط)، وكيس للثلج أو مواد لتخفيف التورم، وقناع تنفس أو سدادة للفم للإنعاش القلبي الرئوي.