الحرية – دينا عبد:
يلجأ أولياء الأمور لتهيئة أبنائهم تزامناً مع قرب فترة الامتحانات التي تحمل معها ضغطاً كبيراً وتحتاج تركيزاً عالياً، فهناك أولياء أمور يساعدون أبناءهم في دراستهم ويقومون بتحفيزهم ودعمهم، إلا أن أكثر ما يحتاجه الطلاب قبيل فترة الامتحان هو الراحة النفسية.
أمر طبيعي
تقول رهام “معلمة”: الامتحانات تشكل جزءاً من الروتين المدرسي اليومي في حياة الطلاب، ما يدفع بأولياء الأمور لتوقع النجاح من أبنائهم متناسين أنهم قد يميلون إلى إهمال دراستهم لذلك يجب متابعتهم وتقديم كل التسهيلات لهم.
وتبين الطالبة ريم التي تتحضر لامتحانات شهادة التعليم الأساسي أن الكثير من الطلاب يشعرون بالقلق( وأنا منهم)، مشيرةً إلى أن قلق الامتحان له العديد من الأبعاد والجوانب فهناك القلق الذي يحفز الطالب على الدراسة والمزيد من التحصيل، والقلق الذي يزيد من توتره ويجعل محصلة ذاكرته واستيعابه تقل.
بدورها اعتبرت ناريمان “معلمة” أنه من الطبيعي أن يشعر الطالب بالقلق، ولكن يجب ألا يتحول هذا القلق إلى ( رهاب الامتحان) كي لا يترك نتائج عكسية بدلاً من الطمأنينة.
ارتباط وثيق
الاختصاصي في العلاج النفسي السلوكي د. خالد حميدي بين في تصريح لصحيفة الحرية أن هناك ارتباطاً وثيقاً ما بين الدعم النفسي والدعم العلمي والكفاءات، فكفاءة الطالب هي قدراته المعرفية المرتبطة بالمعلومات والذكاء، بينما الدعم النفسي هو الذي نحصل عليه من أنفسنا ومن المحيط، فتعبير الدعم النفسي مهم في هذه الفترة لطلاب التعليم الأساسي والشهادات لأنها مرحلة مفصلية، فهناك حالة خوف تنتاب الطلاب من تدني الدرجات وعدم الحصول على المعدلات المطلوبة، وتالياً هناك تفاوت بين الطلاب بين مادة وأخرى، فقد ينجح طالب في مادة يحبها ، والعكس قد يحصل على درجة متدنية في مادة أخرى نتيجة عدم تعلقه بها أو حبه لها..
نماذج تدريبية
ونوه د. حميدي أن الطالب يتخطى موضوع العقبات من خلال حل النماذج التدريبية فعند نهاية المنهاج يجب على الطالب أن يخضع لعدة اختبارات ليكسر حاجز الخوف، فالدعم النفسي مرتبط بالطالب وبأسرته الضيقة والمدرسة والمحيط الاجتماعي.
وهنا وبحسب د. حميدي فإن الأسرة تلعب دوراً هاماً في التخلص من قلق الامتحانات لدى الطلاب لأنها هي مصدر الثقة والتشجيع الأول وصاحبة الدعم النفسي للطالب، ويجب توعيته بأن القلق أمر طبيعي ولكن في حدود المعتاد والذي لا يزيد عن الحاجة الضرورية، كما يجب توفير البيئة المناسبة لدراسة الطالب.
وحول الطرق التي تساعد الطالب في التخلص من قلق الامتحانات، أوضح حميدي أنه ينبغي مساعدة الطالب في التحدث عن مشاكله وعدم الخوف من الانتقادات التي يتعرض لها، وتقديم الدعم النفسي أثناء فترة الامتحانات وأن تكون الأسرة قريبة من الطالب للمساعدة في الامور المعقدة، والعمل على تطوير شخصية الطالب وتنمية مهاراته ووضع الخطة المناسبة لإدارة الوقت والجدول الدراسي المنظم لعدم تزاحم الوقت قبل الامتحانات ما يسبب التوتر ويحطم معنوياته.