الحرية – مها سلطان:
في سابع زيارة خليجية له، يتوجه الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الكويت غداً الأحد في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وفق ما أعلن الجانبان السوري والكويتي. ومن المتوقع أن تتضمن المباحثات بين الشرع والشيخ مشعل مسائل سياسية واقتصادية لها أهميتها الكبيرة، حيث تشكل الكويت أحد مرتكزات الاحتضان العربي لسوريا الجديدة.
وتأتي الزيارة ضمن دبلوماسية إعادة تثبيت موقع سوريا عربياً وإقليمياً ودولياً، التي ينتهجها الرئيس الشرع.
وضمن هذه الدبلوماسية زار الشرع كلاً من السعودية وتركيا ومصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا والبحرين.. فيما جدول الزيارات ما زال مفتوحاً على المزيد من الدول العربية والأجنبية.
ورغم إن الزيارة تأخرت لبعض الوقت إلا أن هذا لا يقلل من أهميتها وخصوصيتها في سياق اقتصادي جديد في سوريا افتتحه اللقاء الذي جمع الرئيس الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض في 13 أيار الجاري والتي تضمنت قراراً تاريخياً من ترامب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا. من هنا فإن زيارة الرئيس الشرع إلى الكويت لها أهميتها وخصوصيتها، حيث إن هذا السياق الاقتصادي الجديد سينعكس حكماً على المحادثات بين الرئيس الشرع والشيخ مشعل باتجاه إرساء تعاون اقتصادي على أسس متينة ووفق قواعد اقتصادية أكثر أهمية، وقد يكون هناك اتفاق على عقد اتفاقيات تدفع بالشركات الكويتية إلى ساحة الاستثمارات السورية التي تشهد انطلاقة هائلة لناحية مستوى وحجم الشركات من جهة، ولناحية قيمة العقود الموقعة من جهة ثانية، ولناحية المجالات التي تستهدفها من جهة ثالثة، خصوصاً في قطاعات الطاقة.
هنا لا بد من ذكر أن الزيارة تأتي غداة زيارة وزير الخارجية السعودي فرحان بن بلبل بن عبد الله آل سعود إلى سوريا اليوم السبت على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، ولقائه الرئيس الشرع لـ«بحث سبل العمل المشترك بما يسهم في دعم الاقتصادي السوري ويعزز من بناء المؤسسات الحكومية ويحقق تطلعات الشعب السوري» وفق بيان لوزارة الخارجية السعودية عبر حسابها على منصة «اكس».
وكانت الكويت من أوائل الدول التي رحبت بالقيادة السورية الجديدة والرئيس الشرع، معربة عن انفتاحها واستعدادها للتعاون على كل الصعد. وبعد التحرير في 8 كانون الأول الماضي، لم تتردد الكويت في إرسال وفد رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة وزير خارجيتها عبد الله علي اليحيا الذي التقى الرئيس الشرع، مشيداً بالتطورات التي تشهدها سوريا.
وفي منتصف نيسان الماضي، قال اليحيا في كلمة ألقاها أمام اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي مع دول آسيا الوسطى في الكويت إن «الساحة السورية تشهد تطورات إيجابية في ظل استمرار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها بما يحقق تطلعات الشعب السوري».
وعقب تشكيل الحكومة السورية الجديدة، في 30 آذار الماضي، أعلنت الكويت ترحيبها بها، متمنية لها «السداد والتوفيق في تحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري في العيش بأمن وأمان وازدهار». وقالت الخارجية الكويتية في بيان حينها: إن دولة الكويت «تتطلع إلى التعاون مع الحكومة السورية الجديدة، للارتقاء بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين إلى آفاق أرحب، وتعزيزها في مختلف المجالات».
اليوم ومع أول زيارة للرئيس الشرع إلى الكويت فإن هذه العلاقات ستفتتح عهداً جديداً من التعاون وعلى مستوى التطلعات والطموحات التي يسعى الجانبان لتحقيقها، وخصوصاً أن العلاقات الشعبية قوية ومتينة حيث تحتضن الكويت جالية سورية كبيرة متميزة بمساهماتها المتميزة على مدى عقود خصوصاً في مجالي التعليم والثقافة، وكذلك على المستوى الاقتصادي.