الحرية- متابعة مها سلطان:
تستعد دار «هاربر» الأميركية لإصدار كتاب جديد بعد غدٍ الثلاثاء يتناول فصولاً من سيرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً ما بعد عام 2016 حتى الآن، وكيف قاد حركة تغيير جذرية لبلاده، كانت وما زالت محط اهتمام وتركيز شديد على المستوى العالمي.
الكتاب الذي يحمل عنوان «الرجل الذي سيغدو ملكاً.. محمد بن سلمان وتحول السعودية» هو للكاتبة كارين إليوت هاوس، وكانت صحيفة «نيويورك بوست» نشرت اقتباسات منه، ونقلت عن هاوس قولها: في أقل من عقد، غيّر محمد بن سلمان البلاد بسرعة مذهلة، السعودية اليوم مختلفة تماماً عن تلك التي كانت في 2016، وكل ذلك نتيجة «انقلاب جيلي» صممه رجل واحد.
ووفق الكاتبة هاوس فإن بن سلمان (39عاماً) – المعروف أكثر بالحروف الأولى من اسمه “MBS” في الصحافة الغربية- هو مصلح راديكالي مستعجل لتعويض فرص كثيرة فاتت.
وفي الكتاب حديث عن «هوس» الأمير محمد بن سلمان بألعاب الفيديو، وهو يمارسها كل صباح رعب عبء عمله الثقيل، وخمسة أطفال صغار، ولعبته المفضلة، «فاينل فانتسي 16».
وتقول هاوس في كتابها: نشأ الأمير محمد بن سلمان في ثقافة «مقيدة بشدة» يبدو الآن أنه مصمم على إصلاحها. وتوضح هاوس: «في هذه الأيام، تخرج النساء، صغيرات وكبيرات في السن، ليلاً في مجموعات إلى مطاعم راقية… دون وجود ولي أمر.. هن حرّات.. حتى في مغادرة المملكة دون قريب ذكر».
وتنقل الكاتبة هاوس عن الأمير محمد بن سلمان قول لها بأنه مصلح راديكالي، مضيفاً: «إذا لم تبرز، فكأنك لم توجد». وعندما سئل عن سبب استعجاله، أجاب: لقد فاتتنا الكثير من الفرص في الماضي.
إحدى هذه الفرص، في رأيه، كانت كسر اعتماد المملكة على النفط، وخطته المعروفة برؤية 2030 طموحة للغاية: سياحة جديدة، رياضة، لوجستيات ومدن مدفوعة بالذكاء الاصطناعي مثل «نيوم» التي تحتوي على «شواطئ تتوهج في الظلام وقمر صناعي، مزيف، يضيء السماء ليلاً».
هذه الاصلاحات تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب السعودي. وتقول هاوس: يدعم معظم الشباب السعوديين محمد بن سلمان بحماسة. لقد نشأوا في السعودية حيث كانت كلمة (مرح) تعتبر كلمة سيئة… وبفضل الإنترنت، شاهد هؤلاء الشباب وسعوا نحو حياة تشبه حياة أقرانهم في باقي أنحاء العالم.
وهذا ما يجعل محمد بن سلمان «شخصية فريدة ومحيرة في آن واحد». تقول هاوس مؤكدة أنه مسؤول عن كل شيء «ولا شيء يبدو صغيراً بما يكفي ليغيب عن انتباهه».
حتى ملابس هاوس لم تمر دون أن يلاحظها. ففي إحدى زياراتها للقصر، أشار محمد بن سلمان إلى عباءتها السوداء وقال لها بلطف: «أنت تعلمين أنك لست مضطرة لارتدائها».
كانت ملاحظة صغيرة، لكنها قالت كل شيء.