الرهان على السوريين بميزان الرئيس الشرع

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- يسرى المصري:

“أقدّم ما تبقى من عمري لأرى سوريا ناهضة وقوية” أطال الله بعمرك سيادة الرئيس وأعانك الله على بناء دولتك بحسن تدبيرك وإخلاصك وصدقك .. يحمل السيد الرئيس الشرع سوريا في وجدانه، تشعر بحبه لبلده وإخلاصه وطيبته وبساطته في كلماته ونظراته وتفانيه بالسعي لإزالة القيود وترميم الفجوات وبناء الجسور ..أراك الله ما تحب وأعانك على تحقيق رسالتك..ويستعين فخامة الرئيس الشرع على رؤية مستقبل بلاده بمعرفة مكانتها وقدراتها وخيراتها وما تمثله من فرص لكلّ من يرغب بالتشبيك ما بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب كاشفاً عن البوابات التاريخية وطريق الحرير .. في ظل توترات جيو-سياسية عالمية وفي مناخ يبحث فيه المستثمرون الدوليون عن ملاذ جديد يجعلهم أكثر تفاعلاً مع العالم .
راهن الرئيس الشرع على “الشعب السوري الذي عانى معاناة مريرة، وثبت على مواقفه وانتصر” هذا الطرح أضفى على لقاءاته في الرياض في مبادرة مستقبل الاستثمار التاسعة شرعية دولية وشعبية على مسيرة التعافي ودفع ببداية وبثقة نحو تعبئة الطاقات الوطنية لإعادة الإعمار.
ما ميز المنصة التي وضع شعاراً لها مفتاح الازدهار أنها المحطة التي تتحوّل فيها الرؤى إلى واقع وتُبرم خلالها الصفقات العالمية بالمليارات.
والمفتاح لازدهار سوريا حمله الرئيس الشرع بكل أمانة ومسؤولية معلناً أن “إعادة بناء سوريا ستكون من خلال الاستثمار، ولا نريد أن يتم ذلك من خلال المساعدات والمعونات” وهذا يمثل تحولاً براغماتياً في السياسة الاقتصادية السورية، ورؤية واقعية “لا نريد أن تكون سوريا عبئاً على أحد، بل أريدها أن تبني نفسها بنفسها” . وهذا الموقف يعكس رغبة الرئيس والدولة والحكومة في بناء اقتصاد منتج قائم على الشراكات الاستثمارية المربحة للجميع بدلاً من الاعتماد على المساعدات الدولية.
وبمقارنة القول بالعمل نجد الرئيس يكشف عن إجراء تعديلات جوهرية في قوانين الاستثمار السورية، واصفاً إياها بأنها “أصبحت من بين الأفضل عالمياً” ، ما يتيح للمستثمرين الأجانب “حق تحويل أموالهم إلى الخارج” . وهذه الإصلاحات التشريعية تشكل حجر الزاوية في اجتذاب الاستثمارات، وتمثل ضمانات قانونية مهمة للمستثمرين الدوليين.
وللسعودية مكانة في القلب..وشهدت العلاقات الثنائية تحولاً كبيراً ، حيث وصف الشرع المملكة بأنها “أصبحت بوصلة اقتصادية وقبلة الاقتصاديين” ، وأن “أول زيارة خارجية لنا كانت إلى السعودية لأننا ندرك محورية دورها وريادتها في المنطقة” . هذا الاعتراف يعكس المكانة المركزية التي باتت تحتلها السعودية في الإستراتيجية السورية للانفتاح الإقليمي.
ويفخر السوريون برؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتنمية والابتكار ، باعتبارها “رؤية تشمل المنطقة كلها بروح تنموية وتكاملية”
الأرقام أكدت نجاح سوريا بجذب الاستثمارات بقيمة 28 مليار دولار ، من ضمنها استثمارات سعودية “بمجموع يصل إلى 7 مليارات دولار” ، ما يؤكد الدور المحوري للمملكة في دعم الاقتصاد السوري.
أضف إلى تنوع الشراكات الاستثمارية، القائمة مع السعودية وقطر والإمارات وتركيا، ومشاريع إضافية مع البحرين والأردن” . ويشار أن “شركات أمريكية دخلت السوق السورية ضمن شراكات إقليمية واعدة” ، ما يدل على انفتاح السوق السورية على مختلف الشركاء الدوليين.
وكـ “بوابة الشرق عبر التاريخ وطريق الحرير المتعارف عليه” لا يخفى على أحد الموقع الإستراتيجي لسوريا ، وأنها ممر تجاري مهم لنقل البضائع وسيستفيد منها العالم خاصة في ظل انعدام الأمان في سلاسل التوريد بين الشرق والغرب” ، ما يضع سوريا في قلب الشبكات اللوجستية الدولية ويعزز من قيمتها الاقتصادية الإستراتيجية.
وعندما يقول الرئيس الشرع :”لا نستطيع أن نعيش منفردين” فإن كلماته تلخص أهمية” التكامل بين سوريا والدول الأخرى لإنشاء اقتصاد متماسك ومتكامل يعكس فهماً للسياق الاقتصادي الإقليمي والدولي ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية.

Leave a Comment
آخر الأخبار