الرئيس الشرع: سوريا تسير نحو الاستقرار وتطالب إسرائيل بالالتزام باتفاق 1974

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة:

في حوار خاص مع شبكة CNN ضمن منتدى الدوحة 2025، أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا تتجه نحو الاستقرار والانفتاح على العالم بعد عقود من العزلة، مشدداً على ضرورة التزام “إسرائيل” باتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ورفع العقوبات الدولية لتسريع التعافي الاقتصادي.

الانفتاح الدولي بعد عقود من العزلة

وأوضح الرئيس الشرع أن سوريا عاشت مراحل صعبة خلال السنوات الستين الماضية في عزلة وحصار اقتصادي خانق بسبب سياسات النظام السابق، ما حرم العالم من التعاون معها.

وأشار إلى أن البلاد استعادت خلال السنة الماضية علاقاتها الإقليمية والدولية بشكل كبير، وانتقلت من مرحلة ترطيب العلاقات إلى استعادة موقعها الإقليمي والدولي المهم، مؤكداً أن سوريا تحولت من “منطقة مصدّرة للأزمات إلى نموذج حي للاستقرار الإقليمي”، ما دفع العالم للانفتاح السريع عليها للاستفادة من تأثيرها في ترسيخ الاستقرار.

رفض المطالب الإسرائيلية بمنطقة منزوعة السلاح

وفي رده على مطالب إسرائيل بمنطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، قال الرئيس الشرع إن إسرائيل “تصدر الأزمات” إلى دول الجوار للهروب من المجازر التي ترتكبها في غزة. وكشف أن سوريا أرسلت رسائل إيجابية نحو السلام منذ التحرير، لكن إسرائيل قابلتها بعنف شديد بشن “أكثر من ألف غارة و400 توغل” على الأراضي السورية، كان آخرها مجزرة بيت جن، وأكد أن البحث عن اتفاقات جديدة مثل مناطق عازلة “ربما يدخلنا في مكان خطر”، موضحاً أن التمسك باتفاق 1974 الذي يحظى بإجماع دولي هو الحل الأمثل.

رفع عقوبات “قيصر” شرط أساسي للتعافي الاقتصادي

وأشار الرئيس الشرع إلى أن رفع العقوبات وخاصة قانون قيصر سيكون عاملاً أساسياً في تعزيز جهود التعافي الاقتصادي. ونوه بأن هذا القانون وُضع لمحاسبة النظام السابق، لكنه لا ينبغي أن يكون “أداة لتجويع الشعب السوري من جديد”، موضحاً أن أكثر من 95% من الإدارة الأمريكية الحالية تدعم مسار رفع العقوبات عن سوريا، كما أن أغلب دول العالم على النهج نفسه، وأكد أن سوريا تشهد نمواً اقتصادياً تدريجياً وتحسناً في الخدمات، حيث ارتفع توفير الكهرباء من ساعة ونصف الساعة يومياً إلى 12 ساعة، مع توقع تحقيق الاكتفاء الذاتي بنهاية العام.

الوحدة الوطنية وتجاوز إرث النظام السابق

ورداً على مخاوف تتعلق بالوحدة الوطنية والتشرذم بين المكونات السورية، قال الرئيس الشرع إنه “يخالف” توصيف حالة الخوف في سوريا، مستشهداً بالنزول الشعبي العفوي للملايين إلى الشوارع احتفالاً بإسقاط النظام السابق، وأقر بأن النظام السابق أورث البلاد نزاعات كثيرة باستخدامه سياسة “طوائف ضد طوائف”، لكن السلطة الحالية غلّبت “حالة العفو والصفح” وأشركت جميع المكونات في الحكومة والمؤتمر الوطني، مؤكداً أن سوريا تسير بمسار إيجابي نحو الاستقرار رغم بعض الإشكالات الطبيعية في مرحلة الانتقال.

الانتخابات بعد 4 سنوات وإصدار دستور جديد

وحول موضوع الانتخابات، أوضح الرئيس الشرع أن سوريا “ليست قبيلة بل بلد متطور” يقوم على الانتخابات، لكن البلاد ليست جاهزة حالياً لإجراء انتخابات برلمانية كاملة بسبب ضياع وثائق الكثير من الناس، مشيراً إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل أنتج إعلاناً دستورياً مؤقتاً أعطى صلاحية للرئيس بالاستمرار خمس سنوات، سيتم خلالها إصدار القوانين وكتابة الدستور الجديد، وتعهد بأنه “بعد 4 سنوات سنذهب بالتأكيد للانتخابات”، مؤكداً إيمانه بمبدأ اختيار الشعب لحكامه.

رفض “المعايير المزدوجة” في تعريف الإرهاب

أما فيما يتعلق بملف الإرهاب، انتقد الرئيس الشرع “الأحكام المسيسة” و”المعايير المزدوجة” في توصيف الإرهاب، قائلاً: “الإرهابي هو من يقتل الأطفال والأبرياء”، وطبق هذا التعريف على ما يحدث في غزة حيث “قُتل نحو 70 ألف إنسان من الأبرياء”، كما أشار إلى ضحايا النظام السابق الذين تجاوزوا المليون قتيل. وذكر أن شعوب العالم أصبحت تدرك “من يستحق صفة إرهابي بالضبط”، مؤكداً أن من كسروا قيود سجون النظام السابق مثل سجن صيدنايا “هم من حرروا الشعب”.

Leave a Comment
آخر الأخبار