الشيح يُزهر… ومعه تزدهر الحكايات الشعبية والعلاجية في جبال اللاذقية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

ينبعث عبق نبتة الشيح من سفوح جبال (جبلة واللاذقية) حاملاً معه إرثاً عريقاً من الاستخدامات الطبية الشعبية التي لا تزال حاضرة بقوة في حياة سكان القرى والمنازل القديمة، هذه النبتة البرية، التي تنمو على ارتفاعات شاهقة و تتراقص مع الرياح بحرية، متجذّرة في وجدان الناس كما هي متأصلة في ترابهم.

دواء الفقراء وكنز العطارين

يؤكد “أبو سليمان” أحد سكان ريف جبلة، في حديثه لصحيفتنا “الحرية” أن أجداده اعتادوا على غلي الشيح وشربه عند الشعور بالبرد أو المغص، مبيناً أنه يقوم باستخدامه عند الشعور بآلام في المعدة أو عند التعب فهو علاج طبيعي و فعّال وتكلفته بسيطة.

وأشارت “أم حسن” إلى أن معظم سكان قريتها يعتمدون  على الشيح في علاج الأمراض الشائعة مثل( نزلات البرد، اضطرابات الجهاز الهضمي، التهابات الحلق، وحتى لدغات الحشرات) مبينة أن البعض يعتبره بديلًا آمناً للأدوية الكيميائية، أيضاً يراه آخرون جزءاً من تقاليد موروثة لا تنفصل عن الحياة اليومية.

الطلب مرتفع والثقة مستمرة

في سوق العطّارين بمدينة اللاذقية يوضح العطّار “أبو خالد” أن الشيح من أكثر الأعشاب طلباً ، مبيناً أن الناس تدرك قيمة الشيح العلاجية، وتثق بفعاليته، خاصة إذا استُخدم بطريقة صحيحة، لافتاً الى أن هناك من يشتريه بكميات كبيرة، ولاسيما في فصل الشتاء، لاستخدامه في الغلي، أو الدهن الموضعي، أو حتى كبخور.

ويضيف أبو خالد أن استخدام الشيح لا يقتصر على الطب الشعبي فقط، بل يمتد ليشمل الطقوس اليومية مثل تعقيم المنازل وطرد الحشرات، ما يعزز من مكانته في حياة الناس.

فعالية مثبتة

و أوضحت الدكتورة نور علي اختصاصية الأعشاب الطبية والتغذية العلاجية” للحرية” أن الشيح يحتوي على مركبات فعّالة، من أبرزها “الأرتيميسينين”، التي تُعرف بخصائصها المضادة للطفيليات والميكروبات.

لكنها حذّرت من الإفراط في استخدامه، مشيرة إلى أن “الجرعات العالية قد تسبب تهيجاً في المعدة أو اضطرابات في النوم، كما ينبغي توخي الحذر بشكل خاص لدى الأطفال والحوامل.”

و أكدت الشامي أهمية استشارة مختص قبل استخدام أي عشبة كعلاج بديل، لضمان الاستخدام الآمن و الفعال.

كنز ينمو بصمت

من جهته أشار المهندس الزراعي باسم عيسى إلى أن الشيح  لا يُعدّ  مجرد نبتة طبية، بل هو جزء حيّ من الذاكرة الشعبية، حيث تتلاقى الحكمة المتوارثة مع عطايا الطبيعة

مبيناً أن الشيح من الكنوز التي تنمو بصمت في أحضان الطبيعة وهو جزء من التراث الشعبي الموجود على جبال الساحل السوري.

Leave a Comment
آخر الأخبار
انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي بسوريا "BLRS" في ندوة حول أمراض الزيتون..  اتحاد فلاحي اللاذقية: المزارعون الأكثر معاناة.. والقطاع بحاجة إلى التكا... سوريا- العراق.. تقارب اقتصادي يعيد خط كركوك- بانياس إلى الواجهة.. أمن الطاقة وتنويع مسارات التصدير و... وزير الثقافة يفتتح فعاليات "حمص تاريخ يُروى وثقافة تُبنى"من قصر الثقافة عمّان محطة اختبار أخرى للمسار السوري.. اجتماع سوري أردني أمريكي.. هل يكون الخيط الأول في حياكة قماشة... سوريا في المركز الثالث عالمياً بجائزة مدارس التميز البرمجي للموسم الحالي إنقاذ القطاع مرهون بتطبيق قرار منع المجمّد.. موجة الحر تفتك بقطعان الدواجن رئيس غرفة زراعة حلب متفائل بإنتاج فروج محلي وفير يغطي الاحتياجات اليومية.. ولا غلاء بأسعار المادة هل نجمّل ملامحنا أم نخفي هشاشتنا؟.. عمليات التجميل سباق محموم خلف صورة مثالية لا تعكس الواقع أولمبينا إلى لبنان استعداداً لكأس آسيا