الحرية – جهاد اصطيف :
يتصدر الحديث عن طرح العملة السورية الجديدة اهتمام الشارع الحلبي، مع اقتراب بداية العام الجديد، وسط آمال واسعة بأن تشكل هذه الخطوة تحولاً إيجابياً ينعكس على الحياة اليومية للمواطنين، ويخفف من الأعباء العملية والنفسية المرتبطة باستخدام العملة الحالية.
خطوة عملية ومعنوية
يرى عدد من المواطنين في مدينة حلب أن إصدار فئات نقدية جديدة يحمل جانباً عملياً مهماً، يتمثل في تخفيف عبء حمل كميات كبيرة من النقود، في حين يشير الدكتور خالد اصطيفي خلال تصريح لصحيفتنا “الحرية” إلى أن الفرق بات واضحاً بين حمل مبالغ تصل إلى ملايين الليرات وبين حمل فئات أقل عدداً وأكثر سهولة في التداول، ما يسهل عمليات الشراء والتنقل اليومي.
ويعبر التاجر محمد أحمد عن أمله بأن يعكس تصميم العملة الجديدة الهوية الحضارية والتاريخية لسوريا، بما تحمله من رموز مرتبطة بالحضارة العربية والسورية، بعيداً عن أي صور أو رموز تمجد أشخاصاً أو أنظمة سابقة، معتبراً أن هذا الجانب المعنوي لا يقل أهمية عن الجانب الاقتصادي، لما له من أثر نفسي إيجابي يعزز الشعور بالانتماء وبداية مرحلة جديدة.
كما تداول مواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلومات غير مؤكدة حول ميزات تقنية محتملة للعملة الجديدة، مثل مقاومتها للماء والرطوبة، واحتوائها على لغة برايل لخدمة المكفوفين، ويؤكد هؤلاء أنه في حال تحقق ذلك، فسيعد إنجازاً إنسانياً متقدماً، نظراً لقلة العملات العالمية التي تراعي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية.

الحنين لقيمة الليرة
لا يخفَ على كثير من المواطنين حنينهم إلى الفترات التي كانت فيها الليرة السورية تتمتع بقوة شرائية أعلى، حيث كانت مبالغ بسيطة كفيلة بتأمين احتياجات أسرة ليوم كامل، وتأمل سعاد مهنا ربة منزل أن تكون العملة الجديدة خطوة أولى ضمن مسار اقتصادي أوسع يعيد تدريجياً لليرة جزءاً من قيمتها المفقودة.
خطوة تنظيمية لا تكفي وحدها
من جانبه، يوضح الخبير الاقتصادي فادي حمود في حديثه لصحيفتنا ” الحرية ” أن طرح عملة جديدة أو فئات نقدية أكبر يعد إجراء تنظيمياً وتقنياً بالدرجة الأولى، يهدف إلى تسهيل التداول النقدي وتقليل التكاليف اللوجستية المرتبطة بالطباعة والنقل.
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن إصدار العملة بحد ذاته لا يؤدي تلقائياً إلى تحسن في القيمة الشرائية أو انخفاض الأسعار، ما لم يترافق مع حزمة إصلاحات اقتصادية شاملة، تشمل ضبط التضخم، وتحفيز الإنتاج، وتعزيز الثقة بالسياسات النقدية والمالية، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن التوقيت مع بداية عام جديد يمنح الخطوة بعداً نفسياً إيجابياً، وقد يساهم في تعزيز الثقة العامة إذا أديرت العملية بشفافية ووضوح.
ويتوقع مختصون أن ينعكس طرح العملة الجديدة على تسهيل التعاملات اليومية، وتقليل الاعتماد على حمل كميات كبيرة من النقد، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، كما قد يسهم في تحسين صورة العملة محلياً، شرط أن يكون جزءاً من رؤية اقتصادية متكاملة.
إعادة التوازن للحياة المعيشية
بين تطلعات المواطنين وتقييم الخبراء، تبقى العملة السورية الجديدة خطوة تحظى بترقب واسع، تحمل في طياتها أبعاداً عملية، ونفسية، ورمزية، ومع بداية عام جديد، يأمل المواطن السوري أن تكون هذه الخطوة فاتحة لمرحلة أفضل، تعيد التوازن للحياة المعيشية، وتعزز الثقة بمستقبل اقتصادي أكثر إزدهاراً واستقراراً.