الحرية- إلهام عثمان:
تُعدُّ الفاصولياء الكلوية من الأغذية الأساسية التي تحظى بشعبية واسعة، ولا يقتصر تميزها على مذاقها الغني فحسب، بل تتجاوز ذلك لتقدم قيمة غذائية عالية وفوائد صحية جمة تجعلها إضافة ضرورية لأي نظام غذائي متوازن، ومع ذلك، يؤكد خبراء التغذية أهمية التعامل معها وفق إرشادات محددة لضمان الاستفادة القصوى وتفادي أي مخاطر صحية محتملة، أبرزها التسمم ببروتين الليكتين.
خبيرة تغذية: تعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يسهم في منح شعور طويل بالشبع
الفوائد الصحية
أكدت اختصاصية التغذية ميرنا القصاب من خلال حديث مع “الحرية”، أن الفاصولياء الكلاوي تعدّ من العناصر الغذائية المهمة التي تدعم القلب والجهاز الهضمي والمناعة، وتُصنف كـقوة غذائية بفضل تركيبتها الغنية بالبروتين النباتي والألياف الغذائية، إلى جانب احتوائها على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية.
و تشير القصاب، إلى أن الفاصولياء الكلوية تسهم بفعالية في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتتمثل هذه الفعالية في قدرتها على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، والمساعدة في تنظيم ضغط الدم، بينما تعمل على رفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، ويعود الفضل في ذلك إلى محتواها الغني بالألياف ومضادات الأكسدة.
إدارة الوزن
كما تحسن وظائف الجهاز الهضمي وإدارة الوزن إذ تُعدُّ الألياف الموجودة في الفاصولياء الكلوية عنصراً حيوياً لتنظيم حركة الأمعاء والحد من مشكلة الإمساك، كما أنها تعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ويسهم المزيج الفريد من البروتين والألياف في منح شعور طويل بالشبع، ما يجعلها أداة مثالية في برامج إدارة الوزن والتحكم في السعرات الحرارية المتناولة وفق رأي القصاب.
السيطرة على مستويات السكر
وبالإضافة لقدرتها على تنظيم مستويات سكر الدم، تساعد الألياف القابلة للذوبان في الفاصولياء على تنظيم معدل استقلاب الكربوهيدرات، ما يسهم بشكل مباشر في السيطرة على مستويات السكر في الدم، هذا ما بينته القصاب، الأمر الذي يجعلها خياراً غذائياً مفيداً لمرضى السكري.
بديل ممتاز للحوم
وهنا أشارت القصاب إلى أنّ الفاصولياء تعد مصدراً للبروتين النباتي والمعادن الحيوية، وهي بديل ممتاز للحوم، إذ توفر كمية وافرة من البروتين النباتي الضروري لبناء الأنسجة ودعم وظائف الجسم الحيوية، كونها غنية بالمعادن المهمة مثل البوتاسيوم والزنك والمغنيسيوم التي تلعب دوراً أساسياً في دعم وظائف جهاز المناعة.
يقلل من خطر الإصابة بفقر الدم (الأنيميا)
أهمية خاصة للحوامل
وبينت القصاب أنّ الفاصولياء الكلوية تكتسب أهمية مضاعفة بالنسبة للنساء الحوامل، حيث تُعد مصدراً غنياً بـحمض الفوليك، وهو عنصر ضروري لنمو الجهاز العصبي للجنين والوقاية من بعض العيوب الخلقية، كما أنها توفر الحديد اللازم لتكوين خلايا الدم الحمراء وزيادة مستويات الهيموغلوبين، ما يقلل من خطر الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) لدى الأم.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم محتواها من البوتاسيوم في الحفاظ على توازن ضغط الدم وصحة العظام.
تحذيرات وإرشادات الطهو
وعلى الرغم من فوائدها، إلّا أنّ للفاصولياء مضاراً و مشاكل هضمية، وهنا حذرت القصاب من أنه يجب الانتباه من خطر التسمم ببروتين الليكتين، حيث تحتوي الفاصولياء الحمراء النيئة منها على بروتين الليكتين السام، ولتجنب هذا الخطر، يجب اتباع إرشادات الطهو بدقة من خلال نقعها جيداً قبل الطهو، و غليها لمدة لا تقل عن 10 دقائق قبل البدء في عملية الطهو أو التناول.
كما أنه قد يتسبب المحتوى العالي من الألياف في الفاصولياء الكلوية بظهور بعض الأعراض الهضمية مثل الغازات، والانتفاخ، والإسهال، أو الإمساك لدى بعض الأشخاص، وللتخفيف من هذه الأعراض، يُنصح بالبدء بتناول كميات صغيرة وزيادتها تدريجياً، مع الحرص على شرب كمية كافية من الماء للمساعدة في عملية الهضم.
تتفاعل مع الأدوية
كما يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة استشارة الطبيب، ولاسيما أنها تتفاعل مع بعض الأدوية، كما يجب على مرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم بعناية، فقد تسهم الفاصولياء في خفض هذه المستويات.
على الصعيد الزراعي
من جهته بيّن الخبير الزراعي أحمد الخالد أن أسعار الفاصولياء بداية موسمها بلغت الـ 65 ألف ليرة، أما الآن فتتراوح أسعارها وفقاً لجودتها مابين 30-40، و تزرع عادةً في سوريا خلال شهر نيسان ، ويفضل زراعتها في الترب الرملية والثقيلة جيدة الصرف وقليلة الملوحة، وذلك بهدف إنتاج القرون الخضراء، وتتركز زراعتها في مناطق واسعة من البلاد، أبرزها سهل الغاب في محافظة حماة، ورأس العين في منطقة يبرود بريف دمشق، بالإضافة إلى مناطق أخرى في ريف حلب وإدلب، ويُفضل استخدام الترب الخفيفة عند الرغبة في الحصول على محصول مبكر.