الفواكه المجففة.. اهتمام شعبي متزايد واستخدام يومي دون وعي

الحرية- لوريس عمران:
تشهد الفواكه المجففة رواجاً متزايداً في الأسواق، باعتبارها بديلاً طبيعياً للحلويات ووجبة خفيفة مريحة وسهلة التخزين.
لكن هذه الشعبية المتنامية لا تخلو من جدل، بين مؤيدين يرون فيها غذاءً مثالياً وآخرين يتحفّظون على محتواها العالي من السكريات والمواد المضافة.

بين القناعة والحذر

السيدة منال عيس أم لثلاثة أطفال أشارت للحرية إلى أنها كانت تضع الفواكه المجففة في وجبات أبنائها المدرسية كخيار صحي. لكنها لاحظت نشاطاً زائداً لديهم، ما دفعها إلى مراجعة مكونات هذه الفواكه. مبينة أنها تحتوي على سكر مضاف ومواد لم تتمكن من فهمها، الأمر الذي جعلها تتوقف عن تقديمها لأطفالها.
بدوره يرى جمال السعدي الهاوي لرياضة الجري أن الفواكه المجففة تُعد جزءاً أساسياً من نظامه الغذائي، موضحاً حرصه على تناول التمر والزبيب بعد التمارين لما توفره من طاقة سريعة.
كما أشار إلى أنها تساعده في تجنب الحلويات المصنعة، حيث يتناولها بكميات مدروسة إذ يختار الأنواع الخالية من السكريات المضافة.
في السياق نفسه لفتت الطالبة الجامعية رهف المصري إلى أن الفواكه المجففة وسيلة لإشباع رغبتها في تناول شيء حلو المذاق دون الشعور بالذنب، مبينة أنها لا تعطي نفس الشعور بالشبع كالفواكه الطازجة، ما يدفعها أحياناً لتناول كميات أكبر من اللازم .

بين الطلب والمخاطر التجارية

من جانب آخر أكد فؤاد الجبوري أحد العطارين في أسواق اللاذقية أن الطلب على الفواكه المجففة ارتفع كثيراً في السنوات الأخيرة خاصة بين الشباب والنساء. لافتاً إلى أن بعض الزبائن لا يدركون أن الألوان الزاهية في بعض المنتجات تعني استخدام مواد حافظة قد تكون ضارة، مثل ثاني أكسيد الكبريت، منوهاً أنه يحاول قدر الإمكان توفير المنتجات الطبيعية، لكن السوق يحتوي على الكثير من الأنواع المستوردة التي تُباع على أنها طبيعية وهي في الواقع معالَجة بشكل كبير.

فوائد مشروطة ومحاذير قائمة

في السياق نفسه أوضحت الدكتورة ليلى خليل أخصائية التغذية العلاجية أن الفواكه المجففة يمكن أن تكون جزءاً صحياً من النظام الغذائي، بشرط الاعتدال في الكمية و الانتباه للمكونات. مبينة أن المشكلة ليست في الفاكهة المجففة نفسها، بل في طريقة تناولها فمعظم الناس لا يدركون أن 5 إلى 6 حبات من المشمش المجفف قد تحتوي على ما يعادل حصة كاملة من السكر. لافتة إلى أن بعض الأنواع تُضاف لها سكريات مكررة أو مواد حافظة تؤثر سلباً على الصحة العامة خاصة عند الأطفال ومرضى الحساسية والسكري.
وأضافت خليل إن قراءة الملصقات بدقة، واختيار المنتجات الخالية من السكر المضاف و الكبريتات، هو ما يصنع الفرق الحقيقي بين منتج نافع وآخر ضار.

بين الفائدة والخطر: المسؤولية مشتركة

في ظل هذا التباين في الآراء تبقى الفواكه المجففة خياراً غذائياً مثيراً للجدل. فهي من جهة تحمل فوائد غذائية متعددة، بفضل احتوائها على الألياف والمعادن ومضادات الأكسدة. ومن جهة أخرى تحمل في طياتها مخاطر صحية إذا أُسيء استخدامها أو اختيرت من مصادر غير موثوقة.
في نهاية المطاف تبقى المسؤولية مشتركة بين المستهلك والجهات الرقابية والتجارية فوعي المستهلك وشفافية المنتج، ورقابة الجودة، جميعها عناصر تحدد ما إذا كانت الفواكه المجففة ستظل خياراً صحياً أم تتحول إلى عبء غذائي مغلف بطابع طبيعي.