الحرية-رحاب الإبراهيم:
يواجه قطاع الصحة في مدينة حماة تحديات كثيرة بعد التدمير الكبير، الذي طال منشآته والنقص الواضح في الكادر وخاصة بعد حالة الاستنزاف وهجرة الكثير من الأطباء والممرضين والمخبرين، عدا الفساد، الذي كان ينهش هذا القطاع المهم والإنساني، وهو أمر يعمل على تداركه من خلال زيادة الرواتب للعاملين في القطاع الطبي واختيارهم بدقة مع محاسبة من يجرؤ على المتاجرة بأرواح المرضى مع العمل بالوقت ذاته على إصلاح البنية التحتية للمشافي والمراكز الصحية لتقديم خدمات صحية جيدة.
مدير صحة حماة د. نزيه الغاوي أكد لصحيفتنا “الحرية” أنه بعد التحرير استلم قطاعاً صحياً متهالكاً وفي أسوأ حالاته، ورغم اتخاذ الكثير من الإجراءات لتحسين واقعه، لكنه حتى الآن ليس بخير من باب المكاشفة الواقعية.
ترميم وفق دراسات
وبيّن د.الغاوي البدء بسلسلة من الإصلاحات لإنقاذ القطاع الصحي وتشغيل منشآته وترميم وإعادة بناء المشافي والمراكز الصحية المدمرة في المدينة والأرياف، حيث أعدت الخطط والاستبيانات لتبيان واقعها ورصد نقاط الضعف والأقسام المحتاجة إلى التأهيل والترميم وخاصة بعد جمع نتائج الاستبيانات والبدء في المخططات الهندسية وإعداد الكلف التقديرية من أجل رصد التمويل اللازم لإعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية المدمرة.
متهالك ولكن
وفيما يخص مشفى حماة الوطني أكد مدير صحة حماة أنه متهالك، فمنذ ستين عاماً لم يرمم على نحو جعله في حالة سيئة جداً، وبناء عليه أعدت مذكرة تتضمن واقعه مع رصد التكلفة التقديرية لإعادة تأهيله، مشيراً إلى البدء في ترميم العناية المشددة بغية استقبال المرضى، الذين يتحملون مبالغ خيالية في المشافي الخاصة، علماً أنه لحظ حجم الفساد الكبير مع العمل على قطع جذوره، وبناء عليه وسعت عدد الآسرة من ١٠ إلى ٣٠ سريراً.
والحال الصعب ذاته ينطبق على قسم غسيل الكلى، حيث أعدت دراسة لترميم القسم وجمع التمويل اللازم، إذ تقرر بناء قسم جديد والإبقاء على القسم القديم، وقد حقق نقلة نوعية بعد تأمين ٣١ جهازاً لغسل الكلى مع استبدال قسم من الكادر بعد نقل البعض منهم إلى مناطق بعيدة كعقاب على فسادهم، والعمل على تطبيق رقابة صارمة على هذا القسم المهم، الذي سينطلق العمل به بداية شهر تشرين الأول القادم.
وأكد د.الغاوي ترميم وإصلاح حال قسم الأورام ومعالجة واقع الفساد المنتشر فيه على حساب صحة المرضى لناحية سرقة الجرعات وعدم وجود كراسي تناسب حالة المرضى، وبناء عليه وضع كراسي لـ٣٢٠٠ مريض، مع تأمين المواد اللوجستية للقسم، إضافة إلى تنظيم الدور وضبط الفساد، وقد استبعد الكادر بشكل كامل وتأمين كادر جيد لتوفير الخدمة الصحية المناسبة.
ضغط كبير
ولفت د.الغاوي إلى ترميم أقسام العصبية والحروق والقلبية، حيث يركب ٧ قثاطر يومياً مع تفعيل قسم الجراحة القلبية، مبيناً أن قسم الإسعاف قسم متهالك ويحتاج الى ترميم كامل، حيث أعد دراسة كاملة لهذا الغرض، لكن تكلفته العالية أرجت عمليات الترميم لحين تأمين التمويل اللازم.
وبيّن مدير صحة حماة أن الضغط الكبير على جهاز الرنين المغناطيسي تسبب في تعطيله لكونه الجهاز الوحيد في المشفى، وقد أصلح منذ فترة بغية تلبية احتياجات المرضى لهذه الصورة المكلفة، لكن اقتصر على عدد صور محددة في اليوم مع تنظيم الدور بدقة للحفاظ على هذا الجهاز لحين تأمين أجهزة بديلة خلال الفترة القادمة.
تأهيل المشافي
وأشار د.الغاوي إلى الانتهاء من عمليات ترميم مشفى حماة الوطني بشكل كامل بحيث يكون مشفى متكاملاً ينطبق عليه المعايير العالمية، سيكون بعد عام تقريباً باعتبار أن الأقسام ترمّم تدريجياً حسب الدراسات والخطط الموضوعة بدقة وتوافر التمويل اللازم.
وأكد د.الغاوي التركيز على إعادة تأهيل المشافي في مدينة حماة وأريافها كالسقيبلية ومصياف والسلمية، الذي يخفف الضغط كثيراً عن مشفى حماة، حيث تنقل الكثير من الحالات إلى مشفى السلمية بفضل الخدمات المقدمة من مؤسسة الأغا خان، التي تلعب دوراً إيجابياً في تقديم الأجهزة والأدوية اللازمة للمرضى.
وشدد مدير صحة حماة على تركيز الاهتمام على ترميم وإصلاح المشافي والمراكز الصحية في أرياف حماة التي تعرضت إلى دمار كبير.
زيادة رواتب
وبيّن د.الغاوي ضرورة إعادة هيكلة القطاع الصحي ورفده بكوادر جيدة ومؤهلة، علماً أن تحقيق هذه الخطوة والقضاء على الفساد في هذا القطاع المهم بهدف تقديم الخدمة الصحية بأفضل صورها للمرضى سيكون من خلال اتخاذ عدة خطوات منها تحسين أوضاع العاملين فيه، مبيناً إعداد دراسة بخصوص زيادة رواتب الأطباء والممرضين والمخبريين وغيرهم لضمان التزامهم بالعمل وتحصينهم ضد أي شكل من أشكال الفساد وتأمين الخدمة الطبية للمرضى.