الكاتب والسيناريست عثمان جحى: المثقف هو صلة الوصل بين الشارع والسلطة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:

لعل حالته الوجدانية بينما يقف على ركام منزله في حي جوبر الدمشقي، أعادت إلى ذاكرتي لحظات عشتها خلال تهجيرنا من بيوتنا، لحظات ملؤها الشجن والحزن وانكسار الروح عاشها الكثير من السوريين الذي أثروا العودة إلى بيوتهم المهدمة بعد التحرير .

لحظات عاصفة

“جوبر ..الحي الذي كان متراساً للكثير من الثوار جُوبه بوحشية أدت إلى دماره الكامل” ..عبارة اختصر بها الكاتب والسيناريست عثمان جحى واقع المكان وهو يقف أمام منزله المدمر لتفيض شجونه بذكريات هذا المكان مستذكراً بالقول : “نعم ..هنا كانت رائحة أبي وأمي تعبق بالمكان، بصمات جيراني وأهلي ما زالت محفورة في ذاكرتي، أخذت من الركام قطعة بلاط، ليس كذكرى فقط، بل كشاهد ملك على إجرامهم وحقدهم، سأحتفظ بها حتى يُعاد إعمار منزلي، لأحولها إلى لوحة فنية تخبر العالم عن الظلم الذي مررنا به، وتؤكد أننا هنا ولن نغادر.”..
ويستكمل جحى شجونه :”جوبر هي أرض الأجداد وأجداد الأجداد، وعمر عائلتي نحو ما لايقل عن ٣٠٠٠ سنة كما يقال، وعندما تركت المكان أثّرّ بي كثيراً وجرحني من الداخل..لم أعتقد يوماً أنني سأغادره وأترك روحي في مهب الذكريات، ولكني خرجت فاقداً الأمل في العودة إليه، ست سنوات مُنعت فيها من العودة إلى منزلي قام النظام البائد فيها بحملة تدمير ممنهجة ضد سكان الحي عبر محاولات تهجير ممنهجة. أما الدخول إلى المكان فكان أشبه بالسير على حدّ السيف. حين عدنا وجدت المكان مهدماً ومحطماً، فاجتاحتني موجة من الصدمة والبكاء وأنا أرى الصورة في ذاكرتي قد كسرت ونهبت، أصبت بحالة يأس كبير وأنا أعاين المكان وأبحث عن تفاصيلي واستذكر زوايا منزلي” ..

توثيق ماحصل

يتابع جحى :”هذا الأمر انعكس على دواخلي ودفعني لكتابة عمل فني من تجربتي الشخصية وماعانيته بدءاً من حياتي في جوبر وانتهاء بالوطن الكبير سوريا، وكتبت عما يجري وجرى وسأعمل على توثيقه درامياً، فالدراما هي الأقرب للناس والأكثر تأثيراً بالجمهور، واجبنا ككتّاب توثيق ماحدث فنياً. كما أنني بصدد إصدار رواية قريباً تحمل عنوان”جوبر..تحت الرماد” تتحدث عن هذه المرحلة وتوّثق لها وتحاكي بتفاصيلها مآلات ساكنيها وشجون ماعانوه وتحوي الكثير من الشخوص الحياتية” ..

و عن واقع المشهد الفني القادم على صعيد النص المكتوب يُجيب السيناريست والكاتب جحى بأن ذهنية الكتّاب تغيّرت بعد التحرير من جهة الطروحات التي ستقدم، وأضاف : “أعتقد أننا سنقرأ نصوصاً جميلة وسينطلق خيالهم أكثر وسيتحدثون بأريحية أكبر وسيقولون ما لم يقال. حكايات لم يكن بالإمكان الحديث عنها ولم نستطع المساس بها يوماً أو الاقتراب منها، والآن سنتناولها بالكثير من التأريخ والتمحيص والتدقيق وستكون المرحلة القادمة ثريّة بالنصوص والأفكار والتفاصيل”.

لن نترك مكاننا لأحد

وعن واقع السوريين ودور المثقفين في اللحظة الراهنة يؤكد جحى بأن المثقف يدعو إلى توحيد الصفوف والسلم الأهلي ونبذ الطائفية ، والمثقف هو القاطرة التي توّجه الجمهور باتجاه مدروس وجاذب، ويجب أن نستفيد من تجاربنا السابقة، وألّا نترك مكاننا لأحد، ولانفّرغ الشارع من المثقفين. المثقف هو صلة الوصل بين الشارع والسلطة لذا يجب توجيه الشارع نحو السلم الأهلي والحياة العامة للسوريين.
وعن المساعدة التي قدّمها جحى بالمساعدة بعودة شركة الغولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفني إلى متابعة نشاطها في سوريا قال : “جُلّ ماقمت به هو مقاربة وجهات النظر بين اللجنة الوطنية للدراما وبين الشركة، وحدث هذا التفاهم والحقيقة أنه كان لدى الطرفين النية بالوصول لأفضل الحلول الممكنة، وأتى القرار بعد وعود من اللجنة الوطنية للدراما بتقديم التسيهلات اللازمة للشركة لمتابعة تصوير أعمالها في سوريا والتأكيد على أنّ الشركة فاعلة وموجودة بقوة في الدراما السورية”.
الجدير بالذكر أن الكاتب والسيناريست عثمان جحى قدم الكثير من المنجزات الدرامية آخرها مسلسل العربجي بجزأيه ،هارون الرشيد،العاصوف، وثيقة شرف، باب الحارة 6و7، الدبور، صدق وعده،أهل الراية 1، اسأل روحك… وغيرها من الأعمال.

Leave a Comment
آخر الأخبار