الحرية -دينا عبد:
تعد الكتب الورقية من أهم الأشياء التي طالتها التأثيرات المرتبطة بالمعلوماتية الحديثة، فقد عملت على تغيير المفهوم السائد للكتاب الورقي بإصدار كتاب إلكتروني حظي بانتشار واسع بين الكتاب والقراء خاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية التقليدية.
القاضي: أكثر ملائمة لأسلوب الحياة والإيقاع السريع
الخبيرة الأكاديمية في تخصص المكتبات والمعلومات د. نور القاضي بينت خلال حديثها لصحيفة الحرية أن الثورة المعلوماتية الحديثة أثرت على مختلف مجالات الحياة، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من واقعنا وحياتنا، وكان لها دور واضح في التأثير على العديد من الأشياء التي لم نتوقع تغييرها.
الكتاب الصوتي
ومن هذه التغيرات تحول الكتاب التقليدي إلى كتاب صوتي الذي يعد ذو قيمة لاسيما للمكفوفين فاقدي البصر فهو يساعدهم على القراءة السمعية، وأول من قام بإنتاج الكتب الصوتية مكتبة الكونغرس وذلك خدمة لفاقدي البصر.
وفيما إذا كانت الكتب الصوتية ستغير مفهوم القراءة التقليدية قالت د. القاضي: لا بد من القول بأن ثورة التقنيات الحديثة أثرت على الكتاب واستحدثت أنماطاً جديدة تجاوزت شكلها التقليدي، حيث ظهر إلى جانب الكتاب الورقي أشكال أخرى من الكتب تعتمد على نقل المحتوى من الكتاب بأشكال رقمية مختلفة كان إحداها الكتاب الصوتي، فمعظم محبي القراءة اعتادوا على ارتباطهم الوثيق بملمس الورق والعلاقة الوجدانية مع الكتاب، ولكن الكتاب الصوتي يعد خياراً مفيداً ومثيراً للحصول على المعلومة بأسرع وقت، وذلك تزامناً مع نمط الحياة السريع الذي نعيشه حيث بات واضحاً أن معظم الناس تتجه إلى الكتاب الصوتي.
ايقاع سريع
فاللجوء إلى الكتاب الصوتي أكثر ملائمة لأسلوب الحياة والإيقاع السريع ويتميز بأنه مناسب للاطلاع عليه بأي وقت وبأي مكان، أو حتى أثناء ممارسة نشاط آخر.
مشيرة إلى أن هذا الجيل ملتصق بالتكنولوجيا لذلك يفضل اللجوء إلى التطبيقات المسموعة أكثر منها التقليدية.
ورغم المزايا التي تميز الكتاب الصوتي إلا أن هناك مزايا وجدانية للكتاب الورقي.
وبينت د. القاضي: في النهاية الشخص يختار القراءة بالطريقة التي يفضلها ولكن هناك انتشار للكتب الصوتية بشكل أكبر في قادم السنوات لا سيما في تغيير واقع سلوك القراءة.
شكل موازٍ للمعرفة
هناك أشخاص يستمتعون بقراءة الكتب السمعية أو الصوتية، وآخرين توائمهم الكتب التقليدية، وذلك لأن العلاقة بين الكتب الصوتية والتقليدية هي علاقة غير تنافسية كل واحد يكمل الثاني فالكتاب الورقي هو الأفضل أثناء القراءة عن طريق البصر لأن العقل يحلل ويفكر بالمعلومة، عكس الكتاب الصوتي الذي ربما يكون مناسباً في أوقات أخرى.
باختصار، الكتب الصوتية ليست بديلاً كاملاً عن القراءة التقليدية، بل هي شكل موازٍ للمعرفة، يمكن أن يثري حياتنا إذا عرفنا كيف نوازن بينهما بحسب أهدافنا وظروفنا.