الكشف المبكر مفتاح النجاة.. خبير يحذر من حصر الوعي بسرطان الثدي في “أكتوبر الوردي”

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – آلاء هشام عقدة:

رغم أن شهر أكتوبر يعرف عالمياً بـ”الشهر الوردي” للتوعية بسرطان الثدي، إلا أن المرض لا ينتظر توقيتاً معيناً ليطرق أبواب النساء، في حديث خاص مع صحيفة “الحرية”، بيّن الدكتور رفيق عبد العال استشاري جراحة الصدر والثدي، أن أهمية الكشف المبكر تفوق أهمية الشعارات الموسمية، مؤكداً أن المعركة ضد هذا المرض “الشرس” يجب أن تستمر على مدار العام، لأن كل يوم تأخير قد يصنع فرقاً بين الحياة والموت.

وأوضح أن التوعية حول سرطان الثدي لا ينبغي أن تقتصر على شهر أكتوبر، الذي اعتمدته الجمعية الأمريكية للسرطان منذ عام 1985، بل يجب أن تكون مستمرة طوال العام، واعتبر أن تخصيص هذا الشهر لا يقلل من أهميته كمناسبة “طبية واجتماعية” تسلط الضوء على خطورة المرض، وأهمية دعم النساء نفسياً ومعنوياً في مواجهته.

وأشار إلى أن ثلث سرطانات النساء هي سرطانات ثدي، ما يبرر تخصيص يوم عالمي أو حتى شهر كامل للتوعية به.

وأضاف: أن الكشف والتشخيص المبكر يزيد من نسب الشفاء، مشيراً إلى أن سرطان الثدي في مرحلته الصفرية يمكن علاجه بنسبة تصل إلى 99٪، في حين أن النسبة تنخفض إلى 16٪ فقط في المرحلة الرابعة.

ولفت د. عبد العال إلى أن سرطان الثدي يعد السرطان الأول عالمياً، ورغم عدم وجود سبب واضح له، إلا أنه ناتج عن “شذوذ خلوي” حيث تتبدل الخلايا السليمة إلى خلايا غير طبيعية تنمو بشكل عشوائي وتبدأ بالانتشار.

ونوه بأن العلاج يكون أكثر فعالية في المراحل الأولى، أما التأخر في التشخيص فيزيد من الاختلاطات والمضاعفات.

وحول أعراض المرض، بيّن أنها متعددة وغير متشابهة، وأكثر ما يدفع السيدات لمراجعة العيادة هو الشعور بكتلة في الثدي، أو نز دموي من الحلمة، وتغير شكل الحلمة أو الجلد المحيط بها، بالإضافة إلى وجود عقد مرضية تبقى محسوسة رغم العلاج، وفي بعض الحالات النادرة تظهر اختلاطات عامة.

وتابع: إن سرطان الثدي من أكثر السرطانات التي تميل للانتشار إلى أعضاء أخرى كـ (العظام، الرئتين، الكبد، الدماغ)، ما يستوجب الحذر والمتابعة المستمرة.

وبالنسبة لعوامل خطورة سرطان الثدي، قسمها إلى عوامل ثابتة لا يمكن تغييرها، مثل جنس الشخص فالمرأة أكثر عرضة لهذا المرض، لكن تصيب الرجل بنسبة قليلة جداً، مضيفاً يبقى عامل الخطورة لدى المرأة وكذلك العمر، والتاريخ العائلي إذا كان هناك قصة سرطان بالعائلة، والقصة الطمثية من طمث مبكر أو متأخر.

إضافة لعوامل قابلة للتغيير، مثل: السمنة، التدخين، شرب الكحول، الأطعمة الجاهزة، قلة الحركة والنشاط، عدم الإنجاب أو الإرضاع، عدم الزواج.

وأكد د. عبد العال أن كل امرأة يجب أن تجري الفحص الذاتي الشهري بعد انتهاء دورتها الشهرية، بين اليوم الخامس والعاشر، ويستغرق الفحص دقائق قليلة فقط، ويتضمن تحسس الثدي بحركات دائرية ثم فحص منطقتي الإبط وفوق الترقوة، والانتقال للثدي الآخر، مشيراً إلى أن الكتل السرطانية عادة لا تكون مؤلمة، ما يجعل الفحص الذاتي المستمر بشكل شهري أداة مهمة لاكتشاف التغيرات.

وشدد على أهمية الفحص السريري السنوي لدى الطبيب، وإجراء الفحوصات الشعاعية اللازمة مثل الإيكو والماموغرافي، وربما الرنين المغناطيسي في الحالات النادرة.

وأضاف: إن سرطان الثدي لا يقتصر على عمر محدد، بل قد يصيب شابات أو حتى نساء تجاوزن التسعين، إلا أن الفئة الأكثر عرضة تكون بين 40 و55 عاماً، ما يبرر التركيز على هذه الفئة في برامج التوعية والفحص.

أما عن العلاج، فلفت إلى أنه يعتمد على عدة عوامل، مرحلة المرض، نوع الخلية، درجة الخباثة. وقد يشمل العلاج الكيماوي، الشعاعي، الهرموني، العلاجات الهادفة أو المناعية، وفي بعض الحالات المتقدمة والمعندة قد تحتاج المريضة مزيجاً من جميع أنواع العلاجات.

ونوه بأن سرطان الثدي ليس مرضاً يمكن تفاديه بشكل كامل، لكنه قابل للكشف المبكر، ما يمنح المرأة فرصة حقيقية للشفاء والنجاة، داعياً إلى كسر حاجز الخوف والبدء بثقافة الفحص الذاتي والدوري.

Leave a Comment
آخر الأخبار