الحرية – نهلة أبو تك:
برسالة واضحة تختصرها عبارة: الموسيقا لغة إنسانية تجمع الشعوب، احتضنت اللاذقية فعالية “اللاذقية تغنّي” التي أقامتها وزارة الثقافة – مديرية الآثار والمتاحف بالتعاون مع النادي الموسيقي احتفاءً باليوبيل الماسي له، في أمسية جمعت بين الإرث الموسيقي العريق والهوية الثقافية المعاصرة للمدينة.
الإعلان الرسمي للفعالية، الذي تصدّره نقش موسيقي أثري يعود لآلاف السنين، عكس عمق العلاقة بين الإنسان السوري والموسيقا منذ الحضارات الأولى، مؤكداً أن الفن هو جسر ذاكرة لا ينقطع، وسجلّ حيّ يعبر عن الروح السورية في كل زمن.
فرقة حنين… مشاركة أولى تحمل رمزية مضاعفة
في هذا المشهد الغني بالرموز والدلالات، جاءت مشاركة فرقة حنين لتكون أحد أبرز حضور الأمسية. فقد قدّمت الفرقة وصلة غنائية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، لتشارك السوريين فرحة التحرير لأول مرة في اللاذقية عبر الفن.
مديرة الفرقة، إيتام مصطفى، عبّرت عن سعادتها واعتزازها بهذه المشاركة، موضحة أن هذه الإطلالة هي أول ظهور لفرقة حنين في سوريا رغم انتشارها في ثلاث دول حول العالم. وأضافت أن المشاركة في فعالية تحمل هذا البعد الثقافي والإنساني، وفي مدينة تعانق البحر والتاريخ، تمنح حنين مساحة جديدة للتعبير عن رسالتها الفنية القائمة على الموسيقا كلغة توحّد الذاكرة والمشاعر.
بين التاريخ والحاضر… اللاذقية تغنّي بصوتها
الأمسية التي حملت توقيع المايسترو حسن طحان، وبفكرة وسيناريو وإخراج إلياس الحاج، شكّلت بانوراما موسيقية وثقافية امتزجت فيها الأصوات الحية مع ذاكرة المكان، في احتفال يؤكد استمرار الدور الثقافي للمدينة رغم كل الظروف.
“اللاذقية تغنّي” لم تكن أمسية فنية فقط، بل كانت احتفاءً بتاريخ المكان، وبروح مدينة لا تزال تجدد حضورها عبر الموسيقا، وتقدم رسالتها الإنسانية للعالم.