الحرية- حسيبة صالح:
أسدل الستار على فعاليات المؤتمر الطبي الأوروبي- العربي الأول في دمشق، الذي جمع تحت سقفه أطباءً من مختلف التخصصات الطبية، من داخل سوريا وخارجها، في تظاهرة علمية وإنسانية حملت شعار “نحو تكامل طبي عابر للحدود”.
شهد اليوم الأخير من المؤتمر برنامجاً علمياً مكثفاً، بدأ بمحاضرة لعميد كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، الدكتور عمر حشمي، تناول فيها مستجدات الجراحة الفموية وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في زراعة الطعوم العظمية.
تلاه عرض علمي للدكتور خلدون درويش، العميد السابق للكلية، ركّز فيه على التحديات الراهنة في جراحة الفكين.
ثم قدّم رئيس قسم تقويم الأسنان، الدكتور محمد يونس حجير، محاضرة متخصصة في أحدث تقنيات التقويم الرقمي.
كما شارك الدكتور جهاد الشعار، الطبيب السوري المقيم في فرنسا، بمحاضرة نوعية حول التكامل بين الجراحة والتجميل في إعادة تأهيل الابتسامة.
واختتم الدكتور خلدون الشيخ من كلية طب الأسنان في حماة، بمحاضرة حول استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم الأجهزة التعويضية.
الابتسامة الرقمية
وفي ختام اليوم العلمي، أضاءت الأستاذة الدكتورة شذى قنوط، أستاذة في قسم التعويضات السنية الثابتة بجامعة دمشق، على التحول الرقمي في طب الأسنان، من خلال محاضرة حملت عنواناً عملياً: “من الطبعة التقليدية إلى الابتسامة الرقمية”.
تقول الدكتورة قنوط في حديثها لـ”الحرية”: “اخترتُ أن أختتم المؤتمر بمحور التحول الرقمي لأنه يُجسّد المرحلة الحالية التي يعيشها طب الأسنان.
مضيفة: أصبحنا نعتمد على الماسح الرقمي داخل الفموي بدلاً من الطبعة التقليدية، ونستخدم الماسح الوجهي لأخذ صور دقيقة للوجه والشفاه، ما يتيح دمج الصور الخارجية والداخلية للحصول على ابتسامة رقمية متوقعة.”
وتتابع: “الكمبيوتر اليوم يتحكم في تصميم التعويضات والأجهزة، ونأخذ الطبعة عن طريق الكاميرا، ما يختصر الوقت ويزيد من دقة الإنجاز، ويعزز التعاون بين الطبيب والمخبري والمريض، بل إن المريض بات قادراً على رؤية الشكل النهائي لابتسامته قبل تنفيذها فعلياً.”
ربط أطباء الداخل بزملائهم المغتربين
وعن مشاركتها في المؤتمر، تقول: “ما ميّز هذا المؤتمر أنه جمع بين اختصاصات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة، وركّز على ربط الأطباء السوريين في الداخل بزملائهم المغتربين في فرنسا والنمسا وألمانيا، الذين قدموا محاضرات غنية بخبراتهم الممتدة لعقود، ما خلق حالة تبادل معرفي حقيقية.”
وتشير قنوط إلى أن أهم توصية خرج فيها هذا المؤتمر هي أن تُعاد هذه التجربة في مؤتمرات أكثر تخصصاً، كأن يُخصّص مؤتمر طب في الجراحة البولية أو القلبية أو التجميلية ومؤتمر لأطباء الأسنان المغتربين في فرنسا بالتعاون مع اختصاصيي التقويم والجراحة والتجميل في سوريا، ليكون الانتشار عمودياً لا أفقياً، ونقيم أياماً علمية متخصصة في عام 2026.”
وفي رسالة موجهة إلى طلاب وطالبات طب الأسنان، تؤكد قنوط قائلة: “أنصحهم بمتابعة كل جديد، وأن يسعوا للاختصاص والتطوير المستمر. فالعلم لا يتوقف، وفي كل عمر يمكن للطبيب أن يثبت قدرته على التعلم والتجدد.”
نوافذ على المستقبل
اختُتمت أيام المؤتمر، لا بإغلاق أبواب القاعات، بل بفتح نوافذ جديدة على المستقبل.
فحين تلتقي العقول من ضفّتي المتوسط، وتُضاء القاعات بالعلم، تُولد ابتسامة دمشق الرقمية… ابتسامة لا تُصنع فقط في المختبرات، بل تُصاغ من نبض الأمل والتعاون.
 
					 
		 
		 
		