الحرية – دينا عبد:
يعتبر التخطي من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الفرد، فالتخطي عملية تتضمن تجاوز صعوبات الحياة وتحدياتها، ومواجهة المشاعر المؤلمة والذكريات السلبية، والانتقال منها إلى مرحلة جديدة من النمو الشخصي والسلام الداخلي.
تقول ناهد (موظفة): إن مساعدة الشخص الذي نحبه على التخطي لا تتحقق بكلمات سريعة مثل: “انسَ” أو “خلص”، لأن مثل هذه الكلمات قد تزيد ألمه، موضحة أن المساعدة الحقيقية تكمن في توفير بيئة حاضنة، ومكان أو جو يشعر فيه بأنه مسموع ومفهوم من دون أحكام.
وتفسر الاستشارية التربوية صبا حميشة أن السماح للشخص بالتعبير عن مشاعره والتحدث عنها، يريحه بحد ذاته، ويمكن أن نساعده أيضاً في تعلم ضبط عواطفه من خلال تمارين التنفس أو تقنيات التثبيت التي تجعله يعيش اللحظة الراهنة بدلاً من أن يبقى غارقاً في الماضي.
وتؤكد حميشة أن قرار التخطي ليس رفاهية، بل ضرورة نفسية.
كما توضح أن التخطي يساعد العقل على إعادة الهيكلة المعرفية وترتيب الأفكار والذكريات الصعبة بطريقة لا تترك الشخص متأزماً أما في حال غياب التخطي، فقد يواجه الفرد خطر الدخول في اكتئاب أو قلق مزمن، أو حتى الوصول إلى اضطراب ما بعد الصدمة.
ولفتت حميشة إلى أن رفض البعض لفكرة التخطي لا يعني أنهم ضعفاء، بل هناك أسباب عميقة وراء ذلك.
فالتخطي ليس كبسة زر، والخطوة الأولى للتخطي هي أن نسمح لأنفسنا بأن نعيش الحزن بدلاً من كبت مشاعرنا، والأهم العودة إلى روتين صحي يشمل نوماً منتظماً، غذاء متوازناً، وممارسة الرياضة، لأن الجسد السليم يساعد النفس على التعافي.