المطعم البيئي: مشروع مستدام يقدم فرص عمل لسيدات الريف

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة:

يقع المطعم البيئي في زاوية هادئة وسط مدينة اللاذقية، الذي يعكس ببراعة التراث الريفي السوري في قلب المدينة بالقرب من مديرية الزراعة، يتناغم المطعم مع الأجواء المحيطة بينما يقدم مزيجاً من الأطعمة الريفية التقليدية في بيئة صحية ومريحة، بعيدة عن التدخين والضوضاء، ما يمنح الزوار تجربة لا تنسى في جو يشبه البيت الريفي.

تجربة ريفية أصيلة في قلب المدينة تجمع بين التراث، النكهة، والبيئة الصحية

وفي تصريح خاص لـ”الحرية” مدير المطعم المهندس سومر مريم قال: إن الهدف من إنشاء هذا المشروع هو تسليط الضوء على سحر الريف السوري، ودعم السياحة البيئية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لسكان المناطق الريفية. كما أضاف أن المطعم يسهم في تسويق المنتجات المحلية والترويج للأطعمة التقليدية التي تتميز بها مختلف مناطق الريف السوري.

بيئة ريفية صحية

وتابع: يتزين المطعم بتصميم بسيط وراقٍ يتناسب مع الطابع الريفي، حيث تشكل الأثاثات الخشبية التقليدية والمصنوعة من شجرة التوت أبرز ملامح المكان. الفخاريات وسلال القش، إضافة إلى التنور الذي يضفي أجواءً منزلية دافئة، تجعل الزوار يشعرون وكأنهم في أحد المنازل الريفية القديمة. هذا الطابع يميز المطعم عن العديد من المطاعم الأخرى التي تفتقد هذا الجو الخاص.

أطعمة ريفية طبيعية ومنتجات محلية

وأضاف: يعد المطعم أحد أبرز وجهات الطعام التي تقدم الوجبات الريفية الطبيعية، التي تعتمد على مكونات محلية، يقدم الطعام البلدي التقليدي في أوانٍ فخارية، ويتميز بتقديم الفطور البلدي الذي يشمل الجبنة، اللبنة، الزبدة، الزيتون، العسل، المربيات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى البازركان والمحمرات.

وفي حديثه عن تجربة توظيف السيدات الريفيات، أشار مريم إلى أن المطعم يفتح المجال لتوظيف النساء الريفيات اللاتي يشاركن في تحضير الطعام بشكل يومي، أم جميل إحدى السيدات العاملات في المطعم، قالت: إنها تقوم بتحضير الحشوات المتنوعة مثل الجبنة بأنواعها والزعتر، إلى جانب تجهيز كميات كبيرة من العجين بشكل يومي، مضيفة أن كل ما تقدمه هنا هو من إنتاج سيدات ريفيات، ونحن فخورون بهذا التعاون الذي يساهم في تسويق منتجنا المحلي.

دعم المجتمع المحلي

ولفت مريم إلى أن المطعم يشكل حلقة وصل بين المجتمع الريفي والمجتمع الحضري، ويستفيد منه حوالي 15 عاملاً، بينهم العديد من السيدات اللواتي يوفرن للزبائن تجربة فريدة. من بين هؤلاء، أم عدي التي تعمل كمساعدة في المطبخ، حيث تشارك في إعداد المكدوس والمربيات.

وفيما يخص العلاقة مع محمية الفرنلق، أكد مريم أن المطعم يعتمد على المنتجات المحلية التي يتم تسويقها من وحدات التصنيع الخاضعة للإشراف المباشر، ما يعكس حرص المطعم على توفير أطعمة صحية وذات جودة عالية.

المستقبل والتوسع

ونوه بأن المطعم يسعى في المستقبل إلى توسيع نطاق تقديم الوجبات الغربية كتجربة أولية، وفي حال نجاح التجربة، سيتم تبني هذا التوجه بشكل أكبر. المطعم البيئي لا يقتصر على تقديم الطعام فقط، بل يمثل جزءاً من مشروع بيئي مستدام يهدف إلى تعزيز الثقافة الغذائية الريفية وفتح آفاق جديدة للسياحة البيئية في سوريا.

ختاماً

يعد المطعم البيئي نموذجاً لمشاريع ريادية تُعنى بالبيئة والمجتمع في آن واحد، حيث يدمج بين الأطعمة الصحية والممارسات البيئية الجيدة، ويقدم فرص عمل للسيدات الريفيات ويعمل على دعم السياحة البيئية المستدامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار