المطلوب صحوة مائية

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- علام العبد:
في الوقت الذي يعاني فيه آلاف المواطنين في المدن والقرى والبلدات على امتداد الخريطة السورية من قلة مياه الشرب ودفع الكثير ثمن توفيرها، نرى هنا وهناك ممارسات وتجاوزات خاطئة بحق المياه الجوفية، حيث حفارات آبار مياه وسط الأراضي الزراعية تقوم بحفر آبار مخالفة تحت جنح الظلام غير آبهين بالأنظمة والقرارات الصادرة في هذا الشأن.
تتزايد مخاطر نضوب المياه الجوفية في سوريا في ظل ممارسة التعدي الجائر على المياه الجوفية واستنزافها، ما أدى إلى انخفاض مستوى المياه في الأحواض المائية بمعدل ثمانية أمتار سنوياً حسب خبراء الثروة المائية مع تراجع الأمطار خلال السنوات الأخيرة، وذلك يجعل البلد فقيراً بالمياه، ويجعله يعتمد اعتماداً كلياً على المياه الجوفية بشكل كبير، ولا سيما فيما يخص مياه الشرب. إذ تزود المياه الجوفية بـ ٨٠ % من مياه الشرب في البلاد. وبكل أسف، هذا المصدر يتم استنزافه من خلال الحفر العشوائي للآبار الارتوازية. وخير دليل على هذا، هناك مئات الأحياء السكنية في المدن والقرى في سوريا لا تصلها مياه الشرب إلا مرة كل أسبوع وربما أكثر.
مأساة مياه الشرب تتفاقم يوماً بعد يوم. فالمواطنون يجدون مشقة كبيرة في الحصول على مياه صالحة للشرب، ومعظم المياه المتوافرة يخشى أن تكون ملوثة بسبب نقلها عبر صهاريج وبيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة، بفعل تدمير النظام البائد لآبار المياه والبنية التحتية لشبكات الصرف الصحي، ما يزيد من معاناة السكان وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
خلاصة القول: على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في حملة إحكام السيطرة على مصادر المياه والحفاظ على كميات المياه الجوفية والمياه السطحية والحد من الحفر من المخالف وسحب المياه بطريقة مخالفة، إلا أن هناك الكثير من الخروقات. هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الصحوة المائية إذا صح التعبير.
إن مكافحة هدر المياه والآبار العشوائية يجب أن تكون ضمن أولويات المواطن قبل الجهات المعنية.

Leave a Comment
آخر الأخبار