الحرية-وليد الزعبي:
ليس بجديد التنبيه إلى خطورة ما آل إليه واقع المياه نتيجة تعاقب الجفاف وشح الأمطار واستنزاف المخزون الجوفي بشكل جائر، والمؤشرات باتت معروفة للقاصي والداني، حيث جفت العديد من الينابيع والآبار وتراجعت غزارة أخرى.
يبرز هنا الحديث عن القطاع الزراعي، إذ لا يعقل أن تستمر العشوائية السائدة بزراعة المحاصيل على اختلافها، حيث يلاحظ أن لا مراعاة أبداً للاحتياج المحلي من كل محصول، كما لا يؤخذ أبداً بالحسبان أي اعتبار لواقع الموارد المائية المتاحة وضرورة الترشيد في استهلاكها والحد من المحاصيل التي تستنزفها بشكل كبير على الرغم من أن بعضها غير مهم لأمننا الغذائي.
ويرى متابعون أن قيمة المياه المستجرة من الآبار لري بعض المحاصيل غير الاستراتيجية أو الرئيسية، أغلى من قيمة منتج بعض تلك المحاصيل، ولو تم تعبئة تلك المياه بعبوات لمصلحة الشرب وسوقت داخلياً أو خارجياً لكان المردود أفضل بكثير.
المأمول وضع خطة إنتاجية زراعية مدروسة بعناية، تراعي المتوافر من الموارد المائية والاحتياج من المحاصيل وفق سلم أولويات والإلزام بتنفيذها، لأن استمرار العشوائية الحاصلة وخاصة مع تزايد الآبار المخالفة التي ما زالت تحفر إلى اليوم، يعني استنزافاً أكبر للمصادر المائية وضعف استدامتها وتأزم ضائقة المياه أكثر ليس على صعيد ري المزروعات فقط بل على صعيد تأمينها للإنسان أيضاً.