الحرية – مركزان الخليل:
بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير واستعادة الأمن والاستقرار، عمت الاحتفالات في مناطق واسعة من البلاد، حيث جدد المواطنون العهد على مواصلة الصمود والبناء، مؤكدين أن النصر المتحقق هو ثمرة التضحيات ووحدة الشعب والجيش. وأكدت اللقاءات التي أجرتها ” الحرية” مع فعاليات شعبية ورسمية أن مرحلة التحرير تمثل انطلاقة حقيقية نحو التعافي الشامل وإعادة الإعمار، وأن الأولوية اليوم هي لتعزيز الإنتاج الوطني، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.
عودة الأمان إلى ربوع الوطن
عكست اللقاءات مع المواطنين حالة من الفرحة العارمة ممزوجة بالفخر بالتضحيات التي قدمت في سبيل استعادة الأمن.
حيث قالت مريم صالحة (ربة منزل) من دمشق: اليوم ونحن نحتفل بالتحرير، نتذكر أولئك الذين ضحوا بأرواحهم ليعود الأمان إلى بيوتنا، النصر ليس مجرد استعادة للأرض، بل هو استعادة للحياة الطبيعية ولإمكانية بناء مستقبل لأطفالنا دون خوف.”
من جانبه، أكد السيد عمر الحايك (موظف) أن الاحتفالات هي رسالة للعالم بأن الشعب السوري موحد خلف قضيته الوطنية، وأن الإرهاب لم ينجح في كسر إرادة الصمود وأضاف: “هذه المناسبة تجعلنا أكثر إصراراً على العمل والإنتاج لتعويض ما فات، فمعركة البناء لا تقل أهمية عن معركة التحرير.”

ربط التحرير بالتعافي الاقتصادي
فعاليات تجارية و اقتصادية أكدت أن التحرير يمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود لإعادة إحياء الاقتصاد الوطني.
فقد أشار المهندس خالد محمد (صناعي) إلى أن إعادة تنشيط المدن الصناعية وتأمين الطرق الرئيسية كان له الأثر الأكبر في عودة عجلة الإنتاج، وقال: نحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية، يجب أن نربط إنجازات التحرير بخطط التعافي الاقتصادي، عبر دعم الصناعة الوطنية وتوفير حوامل الطاقة اللازمة لزيادة الإنتاجية، لكي نتمكن من المنافسة في الأسواق الإقليمية.
في حين أكد الدكتور علي محمد (أكاديمي) أن الحكومة مطالبة اليوم بوضع خطط استراتيجية طويلة الأمد تستثمر حالة الاستقرار المتحققة، خاصة في قطاعات التعليم والتدريب المهني، لرفد سوق العمل بكفاءات قادرة على قيادة مرحلة إعادة الإعمار.
الوحدة الوطنية وصناعة المستقبل
ومن خلال لقاء “الحرية” مع مجموعة من الطلاب أجمعوا على أن الاحتفالات هي تجديد للعهد الوطني بالحفاظ على وحدة سورية وسيادتها.
وقالت الآنسة مريم ابراهيم (طالبة جامعية): التحرير يمنحنا الأمل في أن المستقبل سيكون أفضل، ودورنا كشباب هو أن نكون في طليعة البناء، وأن نحافظ على الهوية الوطنية السورية الجامعة التي تعرضت للتشويه الكبير خلال المراحل السابقة.
وأضاف الشاب كرم محمود (متطوع في فرق الإغاثة): هذه الذكرى تذكرنا بأن قوتنا تكمن في وحدتنا والتحرير لم يكن ليتحقق لولا تكاتف جميع أبناء الوطن، واليوم ننتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة العودة والنهوض الشامل.