الحرية– بشرى سمير:
هل سمعتم آخر خبر.. هكذا بدأت صفاء حديثها مع زميلاتها في العمل لتنقل لهم خبراً أقل ما يمكن القول عنه إنه وشاية غير مدركة ما تسببه الوشايات بين الموظفين من آثار سلبية ومدمرة على بيئة العمل.
خبير قانوني :لا يوجد عقوبة محددة للوشاية في القانون السوري إلا باعتبارها بلاغاً كاذباً
وتعرف الخبيرة الإدارية نهاوند محمد لـ”الحرية” الوشاية بأنها نقل كلام أو معلومات سرية إلى شخص في العمل، غالبًا بغرض إثارة المشاكل، أو النيل من شخص آخر، أو تحقيق مكاسب شخصية.
ويمكن أن تكون الوشاية كاذبة، تُرتكب بهدف إلحاق الضرر بالغير.
وأشارت إلى أن هناك أنواعاً للوشاية منها ما هو كاذب ويكون من خلال التبليغ عن معلومات غير صحيحة بهدف الإضرار بشخص ما. وهناك الوشاية للنميمة وتكون من خلال نقل الكلام بغرض إيقاظ الفتنة بين الناس وطبعاً هناك الوشاية سعياً وراء السلطة وهي منتشرة هذه الأيام، إذ يعتبر بعض الأفراد الوشاية وسيلة للشعور بالأمان وتقرُّبهم من المسؤولين.
ولفتت إلى وجود الوشاية بدافع الغيرة وغالباً ما تنتشر بين النساء وهي محاولة النيل من سمعة الآخرين لتحقيق التفوق عليهم.
في بيئة العمل
أما الوشاية في مكان العمل وهي محور حديثا اليوم فتهدف لإحداث اضطراب في بيئة العمل، وزعزعة الثقة، وتضليل الإدارة.
حيث تنعدم الثقة، وتتدهور الإنتاجية بسبب تشتت الموظفين وانشغالهم بالدفاع عن أنفسهم، وتتضرر الإدارة من قرارات غير عادلة ناتجة عن معلومات مضللة، ما يخلق بيئة عمل سامة تتسم بالريبة والخوف وانعدام الاستقرار. ويشتت الموظفين عن مهامهم الأساسية، وينشغلون بالدفاع عن أنفسهم أو التأكد من عدم تورطهم في المشاكل، ما يؤثر سلبًا على الإنتاجية الإجمالية ويخلق تداول الوشايات جوًا من الخوف والريبة والتوتر بين الموظفين، ويحول مكان العمل إلى بيئة سلبية وغير صحية.
وأضافت: إذا استندت الإدارة على معلومات غير مؤكدة أو مغلوطة من الوشايات، فإنها تتخذ قرارات ظالمة وغير موضوعية، ما يزيد من تفاقم المشاكل وتالياً تنشغل المؤسسات بمعالجة المشاكل الناجمة عن الوشايات بدلاً من التركيز على تحقيق أهدافها الإستراتيجية وتطوير أدائها.
بلاغات كاذبة
المحامي مروان سرور بين أنه لا توجد مادة قانونية مستقلة باسم “عقوبة الوشاية” في قانون العقوبات السوري، ولكن الأفعال التي يمكن أن تندرج تحت مفهوم الوشاية الكاذبة تتعاقب وفقًا للقوانين المتعلقة بالبلاغات الكاذبة أو الجرائم الأخرى.
فمثلاً، إذا كانت الوشاية تتضمن بلاغًا كاذبًا عن جريمة تستوجب عقوبة، فقد يعاقب المبلغ كشريك في تلك الجريمة أو يعاقب بالجريمة نفسها، بينما قد يعاقب الشخص المُوشى عليه تعويضًا عن الأضرار المعنوية ولفت سرور الى خطورة الوشاية على العلاقات الاجتماعية، حيث تسبب تكسير روابط العلاقات الاجتماعية وإفسادها ولابد من تعزيز الثقافة الإيجابية وتشجيع التواصل المفتوح والشفافية بين الموظفين، وتعزيز ثقافة الاحترام والتعاون لخلق بيئة عمل صحية ووضع قنوات آمنة للإبلاغ من خلال توفير قنوات سرية وموثوقة للموظفين للإبلاغ عن مخاوفهم أو شكواهم دون خوف من الانتقام منوهاً بأهمية تطبيق معايير واضحة وموضوعية للتقييم والترقية والمكافآت، ما يحد من احتمالات التحيز والمحاباة التي قد تدفع للوشايات.