الحرية – آلاء هشام عقدة:
في الوقت الذي تعتبر فيه الشمس مصدراً حيوياً للضوء والدفء، وذات تأثير إيجابي على الصحة العامة، مثل تعزيز إنتاج فيتامين “د” وتحفيز النشاط النفسي والجسدي، فإنها تحمل في طياتها أيضاً مخاطر كبيرة على البشرة. ففي حين يسعى الكثيرون للاستفادة من فوائدها، فإن أشعتها قد تتسبب في أضرار صحية طويلة المدى للجلد.
وفي لقاء لصحيفة الحرية مع الدكتورة هدى برهان طحلاوي، اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل، أكدت أن تأثير الشمس على البشرة يختلف من شخص لآخر بناءً على مجموعة من العوامل، مثل لون البشرة، الموقع الجغرافي، وتوقيت التعرض للشمس.
وأوضحت أن أشعة الشمس تشكل تهديداً لجميع البشر، سواء من خلال الأضرار الفورية أو على المدى الطويل، وقد تؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض الجلدية أو الكشف عنها ، مشيرة إلى أن من أبرز الأضرار الناتجة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس حرق الجلد، الذي يحدث عادة في الفترة ما بين الساعة 11 صباحاً و 2 ظهراً، حيث يكون تأثير الشمس في ذروته. ويزداد خطر الإصابة بالحروق مع طول فترة التعرض، وكذلك حسب نوع البشرة ولونها.
وأضافت: إن أضرار الشمس تتجاوز الحروق المباشرة لتشمل التصبغات الجلدية (مثل الكلف والنمش) التي تؤدي إلى تغير لون البشرة، فضلاً عن تأثيرات الشيخوخة المبكرة من خلال تجاعيد البشرة، جفافها، وتسمكها.
أما الأضرار الأكثر خطورة التي تحدث بسبب التعرض المستمر للشمس، فهي الآفات الجلدية التي قد تتحول إلى أورام خبيثة، مثل سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا السكويومية، والملانوم، وهو نوع من السرطان يتميز بخطورته العالية.
وحذرت طحلاوي من أن الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، من المزارعين والبحارة، هم الأكثر عرضة لهذه الأضرار، وخاصة أولئك الذين يعانون من الشعر الأحمر والنمش. كما نبهت إلى أن الذين يعانون من المهق، وهي حالة وراثية تتمثل في غياب الصباغ الطبيعي في الجلد، ينبغي عليهم تجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل تام، وخاصة في النهار.
إضافة إلى ذلك، أكدت طحلاوي أن الشمس قد تثير بعض الأمراض الجلدية مثل الذئبة الحمامية، والحلأ البسيط، وأمراض أخرى تتفاقم بتأثير الضوء مثل الفقاع والحزاز. كما قد تسبب المواد الكيميائية في بعض المنتجات التهاب الجلد الضوئي، الذي يحدث نتيجة التفاعل بين بعض المواد والعوامل البيئية، مثل العطور أو القطران.
وللوقاية من هذه الأضرار، شددت طحلاوي على أهمية استخدام الكريمات الواقية من الشمس التي لا تحمي بنسبة 100% ولكنها تساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر. وأوصت باستخدام ملابس واقية مثل القبعات واسعة الحواف والمظلات، مع تفضيل التواجد في الظل قدر الإمكان. كما نصحت بتنظيم الأنشطة الخارجية خلال الصباح الباكر أو المساء، مع ضرورة تطبيق مستحضرات الوقاية وفقاً لنوع البشرة ومدى التعرض لأشعة الشمس.
وأخيراً، أكدت طحلاوي على أهمية التعامل المبكر مع الآفات الجلدية التي قد تكون مقدمات للأورام السرطانية، من خلال الاستئصال أو العلاج بالكي الكهربائي، لأن الكشف المبكر والعلاج السريع يمكن أن يسهم بشكل كبير في الوقاية من تطور الأورام.