الحرية ــ سمر رقية:
حقق نشاط مبادرة «زيتون» التراثي، الذي نُفذ مؤخراً في مدينة الشيخ بدر بمناسبة عيد البربارة، اهتماماً واسعاً وانتشاراً عالمياً، وللحديث عن هذا النشاط، تواصلت «الحرية» مع سليم صالح، أحد أعضاء مبادرة زيتون، للتعرف على هذه المبادرة وأنشطتها وأهدافها.
البداية والمسار
وأكد صالح أن هوية ومسار المبادرة يقومان على الانتقال من العمل الفردي إلى العمل الجماعي، موضحاً أن مبادرة «زيتون» هي ثمرة إيمان مجموعة من المتطوعين من أبناء المنطقة بضرورة الانتقال من المبادرات الفردية إلى عمل جماعي منظم يهدف إلى تنمية المنطقة.
وأوضح أن المبادرة انطلقت منذ ستة أشهر بجهود تطوعية بحتة، واضعة نصب أعينها إعادة إحياء الروح الاجتماعية والخدمية في جبالنا العريقة التي تُعد امتداداً لحضارات صنعت تاريخ المنطقة.
ولفت إلى أن لمبادرة زيتون بصمة واضحة في قطاع التعليم والطفولة، حيث ساهمت في إلحاق الأطفال بالرياض التعليمية، ونظمت عروضاً سينمائية هادفة، وأقامت حفلات توزيع هدايا للأطفال في عدة مناسبات.
لأجل أطفالنا
وبيّن صالح أنه إيماناً بدور المبادرة في التمكين والدعم الاجتماعي، أطلقت زيتون بازار السوق لدعم المنتجات المحلية، ووزعت القسائم الشرائية للأسر الفقيرة، كما نفذت أنشطة عدة في الرسم والغناء بالحدائق العامة لمشاركة الأطفال هواياتهم وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم الصغيرة.
وأضاف إن للمبادرة بصمة في الرعاية الاجتماعية والمشاريع المستدامة، من خلال تنفيذ برامج مع ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز «أنا وطفلي»، وتعمل حالياً على إتمام مشروع «حديقة الأطفال» كمتنفس آمن ودائم.
أفعال تسبق الأقوال
وأشار صالح إلى أن أفعال مبادرة زيتون تسبق أقوالها، وأكبر مثال على ذلك ما شاهده العالم في احتفالية البربارة التي أقيمت في السادس عشر من الشهر الجاري، والتي كانت حلقة في سلسلة من الأعمال التنموية.
وأوضح أن نشاط عيد البربارة كان تعبيراً عن عراقة التراث وحق الفرح للجميع، مؤكداً أن هذه الاحتفالية ليست حدثاً مستحدثاً أو دخيلاً، بل امتداد لطقوس عاشها الأجداد والآباء، وهي جزء أصيل من تاريخنا الثقافي والاجتماعي.
وأضاف إن المبادرة قررت، بإرادة مجتمعية خالصة، نقل هذا الفرح من الأزقة الضيقة إلى الساحات العامة لكسر حاجز العزلة والتردد، وإثبات أن هذه الأرض تنبض بالحياة. كما هدفت إلى تأمين حق الأطفال في الاحتفال، خاصة أولئك الذين يعيشون في بيئة ريفية بسيطة تمنعهم ظروفهم المادية من الوصول إلى مراكز المدن أو المنتجعات المكلفة. وأكد أن الحشد العفوي الذي شهده الاحتفال أثبت أن حاجة الناس للأمل والفرح تفوق كل التوقعات.

الاستقلالية والتمويل الذاتي
وشدد صالح على أن «زيتون» مبادرة أهلية قائمة كلياً على التمويل الذاتي والجهود الشخصية للمتطوعين، مؤكداً أنهم لا يتلقون دعماً من أي جهة سياسية أو رسمية. وأوضح أن استقلالهم المادي هو سر قوتهم وقدرتهم على الانحياز للإنسان والطفل فقط، بعيداً عن أي تسييس أو توظيف لأنشطتهم التي يعتبرونها ملكاً للمجتمع المحلي بكل أطيافه.
رؤية مستقبلية
ونوّه صالح بأن بناء الأمل لا يتعارض مع الوفاء للألم، مؤكداً أن فريق زيتون يؤمن بأن بناء مجتمع قوي هو أصدق أنواع الوفاء لتضحيات أهلنا وذويهم والمغيبين الذين كانوا حاضرين بيننا ودعموا خطواتنا. وأوضح أن هدف المبادرة هو جعل المنطقة بيئة تنموية حاضنة تليق باستقبال كل غائب ومسافر عند عودته، وتضمن حياة كريمة لأطفالهم الذين بقوا أمانة في أعناقنا.