الحرية – حسام قره باش:
تعد الوردة الشامية رمزاً وطنياً سورياً بامتياز حيث أدرجتها منظمة اليونسكو في 2019 ضمن قائمة التراث اللا مادي، وتعتبر اليوم المحصول الأهم لأهالي قرية المراح في ريف دمشق، يتوارث أهلها زراعتها وإنتاجها حتى صارت من أهم المشاريع الأسرية في القرية بل وفي منظقة القلمون بعد تمدد زراعتها والاهتمام بها وتصنيع منتجاتها.
وعود بتسليم خط إنتاج إلى جمعية الوردة الشامية
بانتظار تنفيذ الوعود
بدوره أوضح رئيس الجمعية التعاونية لزراعة وتسويق الوردة الشامية ماجد البيطار بأن الجمعية تأسست حديثاً في بداية 2024 كجمعية إنتاجية ربحية تضم 126 مزارعاً، مؤكداً في حديثه لـ “الحرية” تراجع زراعة الوردة الشامية بسبب الجفاف وقلة الأمطار والظروف المعيشية وارتفاع تكلفة زراعة الدونم الواحد إلى حوالي المليون ليرة، حتى تقلصت المساحة المزروعة في 2023 إلى 700 دونم بعد أن كانت سابقاً تعادل 3 آلاف دونم.
ولا ينكر البيطار وجود اهتمام ودعم من اتحاد الفلاحين بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة التنمية السورية بزيادة المساحة المزروعة بالوردة الشامية كونها منتجاً وطنياً وعالمياً، حيث تم تنفيذ خطة لزراعة 30 ألف غرسة وزعت مجاناً على الفلاحين على مساحة 300 دونم وكذلك حفر بئر وتزويد المزارعين بصهريج ماء تشجيعاً لهم لزراعة أراضيهم بالوردة الشامية.
20 ألف دولار سعر ليتر زيت الورد العطري عالمياً
وأشار إلى وعود من منظمة التنمية السورية بتوريد خط إنتاج أوروبي لصناعة مستخلصات الوردة الشامية (زيت عطري- ماء الورد -شراب- مربيات- مستحضرات تجميل كالكريمات والشامبو)، وجرى الحصول على ترخيص صناعي وإداري وجرى عقد عدة اجتماعات في اتحاد الفلاحين آخرها اجتماع منذ شهر مع أعضاء من منظمة التنمية السورية ولكن للآن لم يتم ذلك، مشيراً إلى أن خط الإنتاج سيعود بالفائدة على المزارعين في المنطقة وسيستخلص منه زيت الورد العطري العالمي الذي يقارب سعر الليتر منه 20 ألف دولار وتوزيع أرباحه على المزارعين، علماً أنه كان يصدر إلى أوروبا وخاصة فرنسا عن طريق لبنان لكن توقف تسويقه منذ فترة ويجري حالياً استخلاصه بأجهزة بدائية إضافة إلى تقطير الورد لاستخراج ماء الورد وصناعة عدة منتجات منه بحدود ضيقة.
وقال رئيس الجمعية: مشروع الوردة الشامية له مردود اقتصادي جيد ويعمل به ثلاثة مزارعين مع أسرهم بمشاريع واسعة تعادل 100 دونم وهؤلاء لديهم جرار زراعي وجهاز تقطير بينما البقية مشاريعهم صغيرة لا تتجاوز خمسة دونمات يعملون بها لتحسين مستوى معيشتهم إلى جانب وظائفهم الأساسية، منوهاً بوجود خطة للتوسع بزراعة الوردة الشامية في كل قرى القلمون والريف الدمشقي على أن تكون جمعية الوردة الشامية في قرية المراح النواة.
وأضاف البيطار: من هنا تأتي أهمية خط الإنتاج الذي ننتظر استلامه كونه يستوعب إنتاج كل المناطق بما يساوي 100 كيلو ورد في الساعة وبأنه إذا لم يسلم هذا الخط فسيبقى الإنتاج في حدود المردود المحدود، متوقعاً أن يصل الإنتاج هذا العام من 10-15طناً حيث يباع كيلو الورد بسعر 50 ألف ليرة.
ولفت أيضاً إلى تزويد الجمعية بجرار زراعي لفلاحة حقول الوردة الشامية والزراعات الأخرى من قبل اتحاد الفلاحين بأسعار رمزية لصالح المزارعين.
وفي السياق ذاته، لم يخفِ البيطار وعود مدير الزراعة بعد تفقده لحقول الوردة الشامية بالاستجابة لمطالب الفلاحين وتذليل الصعوبات التي تعترضهم بالقريب العاجل والتي تتلخص بتشغيل البئر الزراعية المتوقفة عن العمل والمعطلة وتزويد المزارعين بصهريج لسقاية مزروعاتهم والطلب من منظمة التنمية السورية الإسراع بتسليم خط الإنتاج المخصص لمزارعي الوردة الشامية إضافة إلى الطلب من منظمة آكساد تنفيذ وعودها بالمساعدة في مكافحة الآفات الحشرية التي تصيب الوردة الشامية.
وتابع البيطار: أما بالنسبة لمهرجان قطاف الوردة فهو يتحدد حسب بدء القطاف ويكون غالباً ما بين 15 إلى 25 أيار ولغاية الآن لم يحدد لعدم وجود اعتمادات إذ كانت سابقاً التنمية السورية والمحافظة تدعم هذا المجال لكن حالياً الأمور متوقفة تماماً بهذا الخصوص.
التوسع بزراعتها
وفي سياق متصل بيَّن رئيس رابطة فلاحي النبك أيمن النفوري لـ “الحرية” أنه هذا العام لم تزرع الوردة الشامية بسبب الجفاف وتعطل الغاطسة في بئر الماء المزودة بالطاقة الشمسية والمخصصة لري حقول الوردة الشامية وحاجتها إلى الري التكميلي رغم زراعتها البعلية، كاشفاً عن أن الجفاف وقلة الأمطار والمياه أدت لموت الكثير من الغراس، ومؤكداً السعي لمتابعة إصلاح البئر المعطلة وتأمين صهاريج من قبل البلدية للري التكميلي.
وطلب النفوري من الأهالي التعاون لاستصلاح حقولهم والاهتمام بها حيث لفت إلى وجود إهمال من البعض لحقولهم ووجود حقول ممتازة وحقول متوسطة وأخرى ضعيفة بعد زيارات تقييمية للحقول.
وحول التوسع في مشاريع زراعة الوردة الشامية وتأكيده على وجود اهتمام من الحكومة الجديدة ووزارة الزراعة واتحاد الفلاحين، نوَّه بوجود توجه لحفر بئر في قرية القسطل للبدء في زراعة الوردة الشامية وكذلك الأمر في قرية المشرفة للبدء بزراعة حوالي ألفي دونم، مطالباً بالتوسع في زراعتها بالمنطقة كلها، متمنياً أن تكون الغراس من قرية المراح حصراً كون نوع وردتها أفضل وإنتاجيتها أعلى بعد أن كانت سابقاً تأتي من اللاذقية والسويداء.